من الأمور المهمة مشاركة الطفل في الخطة العلاجية لذا يجب أن يعرف لماذا يأخذ دواءًا، كما يجب أن تسنح له الفرصة للتعبير عن مشاعره تجاه هذه الخطة.. وقد تكون تلك طريقة جيدة لمعرفة ما يدور في ذهن الطفل، فبعض الأطفال قد ينظرون لأنفسهم بطريقة غريبة ويعتبرون أنفسهم “مجانين” وهم يخضغون للعلاج من الجنون، و التفكير بهذه الطريقة قد يؤخر الخطة العلاجية كثيرًا، يجب أن يعرف الطفل أن الهدف من العلاج هو تحسين أداؤه في جميع المواقف التي يخوضها، وعندما تترك الفرصة للطفل حتى يعيد ترتيب البيئة المحيطة كما يرغب وكما يتوافق مع نشاطه يساعد ذلك كثيرًا في الحد من القلق المصاحب.
ومن المفيد ان يتفق الوالد والمدرس على أهداف يرجي تحقيقها وعلى طرق مكافأة الطفل على تحقيق هذه الأهداف.
أمر هام لابد أن يعرفه الآباء و الأمهات فعلى الرغم من أن أعراض فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD ليست إرادية إلا أن هؤلاء الأطفال لا يزالون قادرين على تحمل المسئولية، وهذه الفكرة لها صدى جيد جدًا في العلاج، فمعنويات الطفل ترتفع وثقته بنفسه تزيد عند شعوره بتحمل المسئولية وتحقيق الإنجازات وقدرته على إنجاز ما يريد وبالعكس تزداد نظرة الطفل السلبية لنفسه عند منعه من منحه مهام مثل أقرانه في نفس الفترة العمرية.
يعتمد تدريب الآباء والأمهات بشكل أساسي على تنمية مهاراتهم للتعامل مع الطفل بطريقة التدعيم الإيجابي بمعنى الحصول على مكافأة أيًا كانت قيمتها عند قدرته على تغلبه على الصعوبات وتحقيق إنجازات جديدة على المستويين الاجتماعي والدراسي الأكاديمي.
العلاج الجمعي
يهدف العلاج الجمعي إلى تنمية المهارات الاجتماعية جنبًا إلى جنب مع رفع الثقة بالنفس والشعور بالنجاح والذي بدوره سوف يساعد المريض على التغلب على العديد من المشاكل والصعوبات وخاصةً في المجال الاجتماعي سواء في مدرسته أو بين أسرته. ويُحسن العلاج الجمعي بشكل كبير العلاقات الاجتماعية وبخاصةً في مجال الألعاب الجماعية، ويبدأ البرنامج بأن يلعب مع زملائه المقربين فقط ثم بين باقي الزملاء وهكذا بشكل تدريجي يبدأ الاندماج مع باقي المجموعة عند اتباع التعليمات ، وهذا يلزم الطفل بالانتظار والانتباه حتى يكون متعاونًا وبالفعل ينجح في ذلك مع الوقت ومع مرور الوقت يستفيد.
أهم أهداف العلاج المعرفي السلوكي هو توعية الوالدين ومعهم الطفل عن طبيعة المرض ومعرفة سبل العلاج بالطبع لن تغير هذه التويعة الإضطراب الكيميائي الذي ذكرناه سابقاً كسبب في حدوث المرض .
قد تتسع آمال الآباء والأمهات مما يجعلهم يرغبون في تحقيق أهداف تخرج من حيز الواقع وقد يتعجل الوالدين بوقف الدواء دون الاستعانة برأي الطبيب رغم احتىاج الطفل له .
والتعريف بطبيعة المرض والعلاج من الأمور الهامة جداً ، فلقد أخذ أحد الإفتراضات الخاطئة نصيباً كبيراً من إعتقادات أولياء الأمور ، ألا وهو إفتراض قيام العلاج علي “عزيمة” الطفل ومن ثم إتهامه بالتقاعص عن العلاج ، وإن عزيمته ليست علي المستوى المطلوب وكأن ما يحدث من أعراض ناتج عن إرادة الطفل.
لذا ….. يساعد فهم المرض وطبيعة في الحد من لهجة اللوم التي يوجهها الوالدان لطفلهم والتي بدورها تكون سبباً في زيادة نظرة الطفل السلبية لنفسه
العلاج السلوكي:
يأتي دور العلاج السلوكي في الأطفال المحاطين بدائرة من المشاكل الناتجة عنسلوكياتهم، لذا يحتاج هؤلاء الأطفال المساعدة حتى ينمو لديهم القدرة على ممارسة السلوكيات السليمة والتي يقبلها من حوله.
وتزيد أهمية العلاج السلوكي عند عجز العلاج الدوائي عن السيطرة على الأعراض وقد يحدث ذلك في نسبة قد تصل إلي 20 : 30% من المرضى .
أول العناصر رعاية في العلاج السلوكي هو تقييم السلوكيات الغير مرغوبة وتحديدها وكذلك تحديد الظروف والملابسات التي تقع فيها، والهدف هو الحد من صدام الطفل مع الآخرين ومحاولة الإلتزام برغبات الوالدين.
يأمل الآباء والأمهات في تغيير الكثير من السلوكيات والعادات عند أبنائهم ، لكن القاعدة تقول “الأهداف المحدودة يمكن تحقيقها” فيحتاج الأمر إلى لقاء الوالدين بالطبيب وتحديد الأهم فالمهم.
الخطوة الأولى:
ويحتاج الأمر إلي شيء من التحديد والتخصيص فلا يغني كثيراً إذا كان الهدف المحدد هو “تغير الطفل ليكون شخصاً جيداً… ” فهذه عبارة عامة ومطاطية جداً يصعب تحقيقها بدون تفصيل، لكن لو تم الإتفاق على “نود أن يتحدث الطفل بطريقة لائقة” وعندها يصبح الأمر أكثر وضوحاً وتحديداً وسهولةً مما قبله كما يصبح من السهل تقييم النتائج.
لذا يجب الإتفاق مع الأب والأم على ألا تزيد السلوكيات المراد تغييرها عن 5 في المرحلة الواحدة وكلما قل العد كلما زادت إحتمالية النجاح.
الخطوة الثانية :
تقييم مدى استجابة الطفل للبرنامج العلاجي، فهناك أوامر يستجيب لها الطفل ببساطة بينما لا يستجيب لأخرى إلا بعد التكرار عدة مرات، فقد يكون أمر ترتيب السرير صباحاً عند الاستيقاظ من النوم من الأمور السهلة على الطفل بينما يأتي أمر التحدث بطريقة مهذبة من الأمور التي تحتاج التذكير المتكرر والتنبيه 4 أو 5 مرات يومياً… وبهذه الطريقة ومع الوقت قد نصل إلى الهدف المرجو حتى لو لم يستجيب الطفل من البداية .
الخطوة الثالثة:
تحديد العواقب والنتائج، إيجابية كانت أو سلبية.
معرفة النتائج التي يتوقعها الآباء والأمهات وما يترتب علي الإلتزام بالبرنامج السلوكي، فإذا أراد الأب من طفله أن يتحدث بطريقة مهذبة فعلية أن يعرف أن مقابل كل مرة يلتزم الطفل بالأمر مكافأة أو هدية ولا يلزم أن تكون مادية أو مكلفة بل يكفي الألتزام بتقديم شيء بسيط يسعد الطفل، وهناك العديد من الهدايا والمكافآت البسيطة والغير مكلفة لكنها تحمل معنى غالي للطفل منها المدح ومنها الإبتسامة ومنها الإحتضان أو حتى الإيماء بالرأس مظهراً الإعجاب ومنهم من يحتاج نوع آخر من الهدايا مثل زيادة وقت اللعب أو زيارة الجدة، وهناك من الأطفال من يستجيب فقط حتى يرفع من رصيده عنده والديه حتى إذا طلب شئ لاحقاً لا يقابل بالرفض فيجب وضع ذلك في الإعتبار، ولا يقتصر منح المكافآت علي السلوكيات الحسنة فقط بل أيضا عند الكف عن فعل أشياء لا تقبلها الأسرة، فالطفل الذي يضرب أخيه الصغير يمكن مساعدته علي الكف عن هذا السلوك بمكافآته عند امتناعه عن ضرب أخيه لفترة معينة ويجب أن يتفق الوالدين مع الطفل على طريقة للعقاب عند ممارسته للسلوكيات السيئة، وبالطبع لن يكون العقاب بالضرب فقد يتمثل العقاب في صور مختلفة كأن يجبر علي الجلوس في مقعده أو على كرسي معين لمدة من الوقت أو أن يجلس بمفرده في حجرة من حجرات المنزل لفترة معينة بمقدار دقيقتين لكل سنة من العمر أي عند 4 سنوات لمدة 8 دقائق أو 5 سنوات لمدة 10 دقائق وهكذا…..
والهدف من هذه الطريقة في العقاب هو مقاطعة ذلك السلوك الغير مرغوب وشغل الطفل عن الاستمرار فيه كما يمنح الطفل بعض الوقت للتفكير فيما حدث ومراجعة نفسه ويساعد ذلك كثيراً في التعديل من هذه السلوكيات.
الخطوة الرابعة :
تقييم الخطة العلاجية وتقييم الإنجازات وتقييم مدى نجاح الخطة وتحقيق الأهداف المرجوه وتحديد النقاط التي تحتاج إلي تعديل، وقد يبدو ذلك سهلاً لكنه يحتاج إلى تقييم مفصل دقيق للتطورات والنتائج كذلك وضع الخطط المستقبلة… علي سبيل المثال:
لو بدأ الطفل في نوبة من الغضب وبدأ عقابه من خلال وضعه في حجرة لمدة 8 دقائق فيتم ضبط منبه على 8 دقائق ولابد أن ينتظر حتى يدق جرس المنبه، لكن إذا لم يلتزم الطفل بذلك وصرخ أو صاح قبل إنتهاء الوقت، فليبدأ حساب الوقت من جديد ولابد أن يعلم ذلك جيداً وكذلك حتى يلتزم الطفل بالهدوء للمدة الملطوبة في المكان المطلوب…
وهكذا لابد من الالتزام بهذه الطريقة ، لكن إذا تمهل الطفل أو صرخ قبل الإنتهاء من الوقت وكان من نتائج ذلك أن يصرخ الأب فيه معلنا أهمية بقائه هادئاً صامتاً قد يؤدي ذلك إلي فشل الخطة فسرعان ما سيبدأ الطفل في الغضب ثانية بدلاً من الهدوء المنشود وتعلم الصبر والتحمل الذي هو هدف التمرين.
يجب لفت النظر إلي موضوع مهم جدا ألا وهو: رد فعل الآباء والأمهات، إذا تعود الآباء والأمهات على الاستجابة لأفعال طفلهم بالصراخ والسب والإنفعال لكل فعل غير مرضي يقوم به الطفل، فقد يؤدي ذلك إلى تمسك الطفل بأفعاله وحرصه على تكرارها. وقد يتمسك الطفل بسلوكه نتيجة لزجر والده له بطريقة مبالغ فيها أو غير مناسبة، أو بمعن أخر بمجرد التعليق أو تكرار التعليق على فعل معين.. يؤدي ذلك إلى تمسكه بدلاً من الكف عنه.
وتدور الدائرة هكذا:
وقد يزداد الأمر سوءاً عندما يظن الوالدين أنهم المسئولين عن ذلك السلوك وذلك بسبب إعتقادهم الخاطئ أن سلوك هذا الطفل ناتج عن سوء تربية أو لنقل “قلة الأدب” ، وأنهم لم يحسنوا تربية طفلهم، ويؤدي هذا الشعور بالذنب إلي الضيق ومن ثم يؤدي إلى الغضب… وعندها قد يتبادر إلي ذهنهم الحل: الحزم والعنف ، وبالطبع لا يزيد ذلك الموقف إلا سوءاً.
قليل من الهدوء يكفي
لكسر تلك الدائرة المفرغة يحتاج الآباء والأمهات إلى المحافظة علي حالة من الثبات الإنفعالي والهدوء والرد بحكمة ومقدار من السكينة،. ولابد من التحكم في انفاعلاتهم..
وقد يزداد الموقف سوءا أكثر وأكثر عند إعتقاد الوالدين أن الطفل يفعل كل ما يفعله عامداً متعمداً حتى يضايقهم وكأنه ينتقم منهم، ينشأ هذا الشعور نتيجة لغياب التواصل بين الطفل ووالديه، فبعض أولياء الأمور يريد من طفله أن يكون مثل الكرسي…يسمع الكلام ويطيع الأوامر كأنه تمثال دون أي فرصة لإبداء الرأي…
ويتم السيطرة علي هذه الانفعالات من خلال الأتفاق علي السلوكيات التي يجب أن يعاقب عليها الطفل وبكل هدوء عند فعل الطفل لسلوك منهم يتم عقابه دون غضب ، ومع الاتفاق على السلوكيات التي تستدعي العقاب.
أيضاً يجب الإتفاق على السلوكيات التي تستدعي الثواب ومع الوقت يتشكل للطفل ما هو خطأ وما هو صواب مع الحرص على العقاب أو الثواب ما بأسرع وقت حتى يربط الطفل بين السلوك وبين النتيجة.
بطاقة السلوك اليومي:
يأخذ المدرس في المدرسة دور كبير في الخطة العلاجية، حيث يتم الإتفاق معه على الأهداف المرجوه والنقاط المراد تعديلها في سلوك الطفل في كل مرحلة.
ويأتي دور المدرس من خلال رصد تقيم سلوكيات الطفل في الفصل في “بطاقة السلوك اليومي” يسجل فيها سلوك الطفل ومستوى آدائه في الفصل، وبالطبع يكون التقييم للنقاط المتفق عليها فقط حتى الإنتقال إلى أهداف وسلوكيات أخرى في مرحلة تالية.
وعند عودة الطفل من المدرسة يتمكن الوالد من الإطلاع علي هذه البطاقة وهي بمثابة سجل يومي يرصد فيه سلوكه في باقي اليوم وهذا يمكن رصد سلوكه في البيت والمدرسة معاً، ويتعامل الوالد مع تقرير المدرس كما سبق في سلوكيات الطفل في المنزل، أي يعاقب على السلوكيات الغير مرغوبة ويثاب علي استجابته للتغير في السلوكيات الآخري.
وهكذا عند تحقيق الهدف المرجو من المرحلة الأولي أو تعديل العدد المطلوب من السلوكيات يرجع الوالدين إلي الطبيب للإنتقال إلي المرحلة التالية بخطة تحوي أهداف جديدة يبدأ فيها الأب والأم والمدرس والطفل التنقيح فيها.
أمور مهمة لنجاح البرنامج :
- يجب مكافآة الطفل علي كل سلوك جيد بأسرع ما يمكن وإلا سيفقد الطفل العلاقة بين المكافآة وبين سلوكه، وقد يتسبب تأخر المكافآة في نتائج عكسية فقد يفعل الطفل سلوكاً سيئاً بعد السلوك المطلوب وعند مكافائته قد يربط بين الثواب والسلوك السيء بدلاً من السلوك المطلوب .
- يوقف العمل أثناء الرحلات والفسح.
- يكتب إتفاق مع الطفل يحوي كل الشروط ويعلق في مكان ظاهر.
- تُعَلّق الورقة في مكان يصعب على طفلك تمزيقها إذا إصابته نوبة من الغضب.
- حدد شكل الجزاءات وقدر مدى إستيعاب طفلك لها فهناك من الأمور التي قد تعتبرها عقاب وهي في النهاية لا تحمل هذا المعني بالنسبة له.
- حدد العقوبات والجزاءات التي ستفرضها عليه.
- حدد مدة الجزاءات (كما ذكرنا دقيقتين لكل سنة).
- حدد المكافآت التي سوف تقدرها وتقدر على توفيرها لطفلك كما يمكنك توفيرها له بسرعة بعد فعله وليس بعد وقت طويل يكون قد نسي خلالها الطفل الأمر بالكلية.
تنفيذ البرنامج:
- اكتب الأهداف المراد تحقيقها والسلوكيات المراد تغييرها بشكل واضح ويستلزم الوضوح تحديد الأيام والأوقات والمهام وماذا نعي بإنجاز المهمة، وهذا بالطبع يحدده الوالدين وليس الطفل، وتذكر أنك وطفلك لستم نديبين بل أنت أب وهو إبن.
- دون قائمة المكافآت، اختر المكافآت التي تمثل قيمة بالنسبة لطفلك.
- اكتب قائمة بكل ما يحب الطفل لكي تستخدم كمكافاءة:
- ………….
- …………
- ………..
- ………..
- ……….
- ….
- ..وهذا السجل مفتوح ويمكن الإضافة إلية أي شئ في أي وقت … غداً أو بعد غد… شهر أو شهرين.
- ثَمِّن ما يحبه طفلك مما سبق بالنجوم بطريقة تصاعدية أو تنازلية علي حسب أحب الأشياء إلي نفسه، مثلا :
- مشاهدة الكرتون في الكمبيوتر…… 10 نجوم
- الذهاب للجدة ……………………….. 5 نجوم
- كيس شيبسي………………………. نجمتين
- شيكولاته ……………………………..3 نجوم
- الذهاب في رحلة مع المدرسة…….20 نجمة
- شراء لعبة جديدة…………………… 25 نجمة
وهكذا على حسب رغبة الطفل نفسه وليس حسب أهمية الشئ بالنسبة لنا.
- عمل قوائم بكل ما يحب الطفل، عبارة عن ورقات صغيرة مكتوب أعلاها الشئ المطلوب وتحتها عدد النجوم ، وتلصق هذه الوريقات في أماكن ظاهرة له حتى يراها كثيراً.
الأمور التالية مهمة جداً:
- الإلتزام التام بعدم صرف أو منح أي مكافآة خارج نظام النجوم وإلا سوف تفقد معناها كوسيلة لتعديل السلوك .
- دون قائمة العقوبات مثل عدم إعطاء نجمة أو إزالة نجمة من التي حصل عليها أو عمل أعمال في المنزل مثل تنظيف المنزل، تنظيف المطبخ ، ري الزرع ، مسح الأرضيات .
- تكرار ذلك بشكل منتظم ثم تقييم النتائح وتكرار الخطة علي نفس السلوك إذا لم يتحقق الهدف أو الإنتقال إلي العمل على سلوك آخر… وهكذا.
- المكافآة أفضل من العقاب… وهذا سيتدعي من الوالد أن يلاحظ أي أفعال جيدة يقوم بها الطفل ويساعد في تغير الطفل ذكر محاسنه أمام الأسرة والأقارب والتكلم عنه كولد حسن، ولا يلزم أن يصنع الطفل سلوك سليماً مائة في المائة حتى ينال مكافآة فمجرد التجربة تستحق الجائزة .
- ويحتاج الأمر إلي توفير البيئة التي تساعد الطفل علي التركيز والإنتباه فيتم تقليل الألوان والحد من وجود الكثير من الآثاث في المنزل بشكل مبالغ فيه كما يحتاج الأمر إلى إعطاء الطفل وقت أكثر من أخوته وهذا في بادئ الأمر لأنه بالفعل يحتاج إلي رعاية أكثر ومع الوقت والتمرين سوف يتغلب بمفرده على الصعوبات.
المدرسة… والمدرس… والفصل…
- يجب أن يجلس الطفل في مكان بعيد عن الضوضاء والمؤثرات التي قد تشتت الطفل مثل: الجلوس جنب الباب أو الشباك أو بجوار التكييف.
- يجب أن يجلس الطفل في أول الفصل حتى لا ينشغل بكل ما يدور أمامه من حركات زملائه .
- أن يكون الفصل خالياً من اللوحات التي تعلق علي الحائط في أول الفصل والتي قد تششته.
- كلما كان عدد الطلاب في الفصل أقل كلما توفرت الفرصة للطفل حتى ينتبه أكثر .
- يحتاج الأمر لكثير من تعاون المدرس فبدلاً مع إعطاء عدة أوامر في مرة واحدة يمكن تقسيم هذه المجموعة على فترات كما يفضل وضع ترتيب بين تنفيذها، فمثلا: مطلوب وضع كتاب الحساب علي المنضدة وتجهيز كراسة الحساب وحل تمارين صفحة 75 ، وعرضها علي المدرس .
فإذا كان الأمر: اخرج كتاب الحساب ، وافتح على صـفحة 75 ، ثم اخرج كراسة تمارين الحساب، ثم حل التمارين الأول، ثم اعرضها على المدرس… هكذا يكون الأمر أسهل. - يتطلب الأمر أن تختار المدرسة المدرسين الذين سيسند إليهم مهمة التعامل مع هؤلاء الأطفال على أسس؛ فيجب أن يتحلى المدرس بمقدار من الصبر والحلم، كما يحتاج المدرس إلى الإلمام بمرض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه لأن الجهل به يسبب الكثير من المشاكل، كما يجب التدريب علي التعامل مع أطفال مصابين بهذا الاضطراب وتزويده بفنيات العلاج التربوي التي تساعده في عمله معهم.
وتعمل طريقة “النموذج” أو ما يسمى Modelling على تقوية الأمر في ذهن الطفل فإذا أراد المدرس من الطفل أمراً فإذا صنعه أمامه قد يسهل على الطفل كثيراً تنفيذه، وكذلك يتطلب الأمر إلى تجزئة المهمة الكبيرة إلي أخرى صغيرة. - يحتاج وضع الجدول المدرسي إلى شيء من الثبات والروتينية حتى لا يضطرب الطفل وكذلك الإلتزام بمدرسين ثابتين لحصص ثابتة.
- يجب أن تتوفر في المدرس مهارات الإتصال وجذب الإنتباه والإلقاء الجيد حتى يتغلب على مشكلة تشتت الذهن ، وفي مثل طفل نقص الإنتباه ينبغي البعد عن التفاصيل أثناء إلقاء المادة العلمية والإهتمام فقط بالفكرة الإساسية حتى لا يفقدها الطفل وتضيع منه مع كثرة التفاصيل.
وحتى نحافظ علي إنتباه الطفل نحتاج إلى:
- لابد من توفير الجو المريح للطفل داخل الفصل مثل المقاعد الدراسية التي توفر الجلسة المريحة للطفل حتى لا ينشغل بأي مصدر للتوتر.
- تشجيع الطفل على أي جهد يقوم به ولو حتى بإبتسامة أو كلمة تشجيع.
- عند انتهائه من عمله …. كافئه.
- جزِّء المهام الكبيرة إلى أخرى صغيرة.
- أكد للطفل أنك ستساعده إذا إحتاج المساعدة ووفر له جو الأمان.
- ابعاد الطفل عن أماكن الأصوات العالية مثل الجلوس بجوار الباب أو الشباك أوالتكييف.
- الإتفاق مع الطفل أن الأمر الذي سيبدأه لابد وأن ينهيه وغير مسموح بالإنتقال لأي أمر آخر حتى ينهي ما بدأ.
- قدرة الطفل علي المحافظة علي التركيز والإنتباه لا تزيد عن 20 دقيقة مع العلم أن مدة الحصة في معظم المدارس حوالي 45 دقيقة؛ لذا يحتاج الطفل إلى استراحة لبضع دقائق بعد مرور العشرين دقيقة الأولى حتى يستعيد نشاطه.
- مناداة الطفل بإسمه يساعد الطفل علي الأنتباه.
- عرض المعلومة عن طريق السؤال ثم ترك محاولة الإجابة للأطفال في الفصل ثم يعرض المدرس الإجابة الصحيحة فطريقة السؤال والإجابة أفضل بكثير من طريقة السرد.
- يحتاج الأمر إلى الإستعانة بالوسائل التوضيحية ومن أسهلها السبورة، ومرافقة الشرح بالكتابة علي السبورة يجذب الإنتباه أكثر من الإلقاء فقط، وكتابة المعلومات المهمة بأولوان مختلفة، وكلما غابت الإثارة والتشويق كلما تفحلت الأعراض وصعُبت العملية التعليمية لذا يستلزم الاعتماد على عدة طرق لجذب الإنتباه في آن واحد مثل اللمس والرؤية والسمع والبصر، فمن الصعب علي طفل يعاني من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه أن يلتفت لكلمات تُلقى بشكل مصمت جاف. ، لذا يستلزم مزج العرض الشفهي مع غيره من صور العرض مثل الصور، الأصوات ، الكتابة علي السبورة ، الاعتماد علي الألوان…وبفضل الله ومن كرمه قد منَّ علينا بتوفر الكمبيوتر وقد تم تطوير الكثير من البرامج التعليمية التي تحوي المواد التعليمية مقدمة من خلال عدة وسائل إثارة كالصورة مع الصوت والحركة والتي تحتاج إلى تفاعل الطفل معها وعندها تجذب إنتباهه.
- التكرار : تكرار المعلومة عدة مرات يساعد كثيراً في زيادة قدرة الطفل على التحصيل.
- استخدام بعض الألفاظ لإضفاء بعض الأهمية مثل (الحته اللي جايه دي مهمة جداً) عندها ينجذب الطفل.
التعامل من السلوكيات الغير مرغوبه:
- التجاوز عن الأخطاء البسيطة مثل حركة اليد وعدم الألتفات للأمور التافهة والتركيز علي المشاكل الكبرى.
- لابد من شغل الطفل دائماً حتى لا يجد الفرصة لإثارة العراقيل والشغب في الفصل… إذا طلب من التلاميذ في الفصل كتابة فقرة معينة واستطاع هذا الطفل أ ينهي الموضوع قبل زملائه وهو بنشاطه الزائد لن يتحمل الإنتظار فسيبدأ في التشويش عليهم… عندها يجب أن يشغله المدرس؛ كأن يحضر شيئاً من خارج الفصل أو ما إلى مثل ذلك وبخاصة الأنشطة التي فيها حركة مثل توزيع أوراق أو كتب علي زملائه أو مسح السبورة..
- عدم مقارنة الطفل بزملائه وقول “فلان أحسن منك” بل الصواب مقارنة الأفعال وليس الأشخاص.
- إلتزام المدرس ببطاقة السلوك اليومي السابق ذكرها وتسجيل أفعال الطفل السيئة والحسنة حتى تلاقي بتقدير الوالد في البيت وتدخل تحت الثواب والعقاب،
- عدم توبيخ الطفل أمام زملائه.
- الإتفاق مع الطفل على إشارة يستخدمها المدرس لتنبيه الطفل أنه قد فعل أمراً غير مرغوب فيه.
- يمكن للمدرس الإستعانة بوسيلة الثواب والعقاب داخل الفصل وكذلك يجب تحديد شكل العقاب قبل حدوث المشكلة ولا يترك بعد حدوث الموقف لأن الكثير من الآباء والأمهات وأيضاً المدرسين يعاقب الطفل عندما يخطأ بالمقدار الذي يشفي غيظه لا بمقدار يتناسب مع الخطأ، لذا يجب أن يتناسب كل عقاب مع حجم الخطأ.
- تعديل السلوك يتطلب اتصال وثيق بين المدرس والوالدين لمتابعة سلوك الطفل في المدرسة وفي المنزل كما ذكرنا سابقاً.
التواصل الغير لغوي:
لا يشعر مريض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه بالتغيرات في نبرة صوتهوتعبيرات وجهه وحركات جسمه ومدى تناسبها مع المواقف المختلفة، فقد يعلو صوته فجأة عند إثارته وقد يصعب عليه تفهم الأمر ومدى ملائمة ذلك للأحداث كما يخفي عليه مدي تقبل من حوله لإنفعالاته وأفعاله.
يحتاج الأمر إلي التحدث مع هؤلاء الأطفال بشكل طبيعي دون صراخ أو شخط أو نطر ، فقد يكون السبب في تمادي الطفل في أسلوبه أنه كلما رفع صوته لاقى والديه أو مدرسه أو أقاربه ذلك بالصراخ في وجهه حتى يكف عن ذلك، لكنه لا يكف بل يزيد من فعله.
هذا الطفل يحتاج لفهم آداب الحديث وتعلم شكل وضع شكل الحوار حتى لا يتجاهله الآخرون.
يحتاج الأمر إلي تدريب الطفل علي مهارات التواصل في شكل لائق ومرعاة حركات الجسد ونبرة الصوت ونظرة العين وتعبيرات الوجه.
يحتاج ذلك إلي التأكيد علي كل هذه النقاط بشكل واضح ومباشر دون أن يعتمد الآباء والأمهات علي استنتاج طفلهم هذه الحركات والأفعال من أفعالهم كما قد يظن الكثير.
ومن الأمور التي تحتاج إلي لفت الإنتباه إليها “مراعاة الحيز الإجتماعي” فلكل فرد حيز شخصي يحيطه ومسافة لا يسمح لأحد بإختراقها ويقل هذا الحيز أو يزيد بحسب شكل العلاقة فهذه المسافة تقل مع الأصدقاء والأقارب وتقل جداً مع الزوج أو الزوجة وتزيد جداً مع الغرباء …طفل المصاب باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه قد يغيب عنه هذا الأمر فيسبب له الكثير من المشاكل الإجتماعية، وهنا يأتي دور الأب والأم في تعليمه هذا الأمر حتى ينمو الحس لديه مع الوقت.
التعايش مع الأعراض
يتصف بعض ممن يعانون من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه بمحاولة التصرف بمثالية تامة ودقة متناهية وهذا في حد ذاته أمر جيد لكن هذا مع شخص لا يعاني من إعاقة … ففي مريض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه يسلك الأمر مسلك أخر؛ فيأخذ هذا الوازع المثالي منحى سببي… لماذا ؟!!
يحاول الشخص إتقان ما يريد بكل دقة (100% ) وكلما زادت الطموحات – وهذا يمثل تحدي لأعراض مرض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه لأنه من المستحيل تحقيق ذلك فتكون النتيجة الشعور بالإحباط لفشله في إنجاز ما يريد – وتكون النتيجة أن يخطط إلى أهداف جديدة ينوي إنجازها بنفس الطريقة حتى يحسن من صورته أمام نفسه لكن النتيجة تظل كما هي أو لنقل تزداد سوءاً لأنه يفشل في تحقيق الأهداف الجديدة وهكذا…
وماذا بعد ؟!!
لابد من التعايش مع الأعراض وإعتبارها جزء من الحياة.. عندها يبدأ الشخص أو من يعنيه في ترتيب حياته وترتيب أموره على أنه يعاني من أعراض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه مثل من يعاني من ضعف نظر ببساطة يستعمل نظارة.
ورقة صغيرة تغني عن مشاكل كثيرة:
هذه حقيقة لابد أن يدركها من يعاني من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه ، والكثير ممن يعانون من هذا الإضطراب يشعرون بالإحباط، ويقفون مكتوفي الأيدي بسبب هذا الأمر، لكن الأمر يحتاج إلي التعامل مع هذا الواقع…
لكن كيف؟!!!!
لابد من وضع خطة أو استراتيجية للتغلب على أمر النسيان وإذا كانت قدرات الشخص الذهنية تمكنه من تحقيق هذا الهدف… عندها يمكن الاستعانة بأشياء أخرى تساعده على التغلب على كثرة النسيان.
الأمر سهل……… اكتب ما تريد في ورقة واجعلها في جيبك أو علقها في مكان ظاهر. تدوين المهام في جدول أو ورقة صغيرة يخفف كثيراً من التوتر الذي يعيشه الشخص بسبب قلقه أن ينسى كالعادة.
ولابد من تعاون الوالدين في التغلب على أمر النسيان، ويتصرفان على أساس أن طلفهم سوف ينسى..
لذا عليهم التعامل معه في إطار هذه الحقيقة ومن ثم تذكرته من حين لآخر بواجباته ومهامه وارتباطاته .