أمر مزعج يتكرر كثيراً وقد يؤدى إلى الإحراج أو على الأقل الغضب يحدث ذلك بينما تقوم بالحديث مع الآخرين وجهاً لوجه أو أثناء الحديث إليه عبر الهاتف
لتتخلص من ذلك إليك (أو إليكي) أقرأ السطور التالية؛
أولاً؛ إعذرى طفلك الأصغر من 3 سنوات ، والأكبر سنقوم بتدريبه
اسبقي حوارك بإخطار ابنك بمعلومة قصيرة وهى أنكِ ستجرى حوار مع “س” من الناس وغير مسموح له بمقاطعتك أثناء ذلك الحديث وإن أراد شيئاً منك فليأخره بعد إنتهاء الحوار؛ مثال: “هكلم طنط أمل دلوقتى واحتمال المكالمة تأخذ من 5 الى 10 دقائق لو سمحت متقاطعنيش لغاية لما أخلص ولو عايز حاجة اصبر لغاية بعد المكالمة”.
بالطابع لن تسرى الأمور على ذلك أبداً الأبدين لكن فى البدايات يحتاج طفلك لتعلم القاعدة التي تقول “لا يصلح توجيه الحديث لوالدتى – أو والدي – ما دامت تتحدث مع آخر وخاصة عبر الهاتف”.
بالطبع إن تجاوزتى الوقت المحدد بمدة طويلة فلا تضمن صبر طفلك ولهذا حاولى فى بدايات التمارين هذه أن تقدرى مكالمتك قبلها وإن تلتزمى بالمدة المحددة سلفاً فالطفل الذى وعدته والدته بإجراء مكالمة لمدة دقيقتين ثم امتدت مكالمتها إلى 30 دقيقة فالبطبع سينفذ صبره وسينهار تماسكه قبل إنتهاء المكالمة.
إن كان طفلك يصعب عليه حساب الوقت – كمعظم الأطفال فمعظمهم لا يصبر على الانتظار لوقت غير معلوم؛ فيمكن أخذه إلى أحد الساعات بالمنزل وإخطار إنه عند الوصول العقرب الكبير بالساعة إلى الساعة (كذا) فساعتها قد قاربت من إنتهاء المكالمة. بعد الأمهات تعتمد على مؤقت الميكرويف وتقوم بضبطه على دقائق معينة والطفل ينشغل بمتابعة الساعة بدلاً من الانشغال بماما.
وماذا اذا إنتهى الوقت ؟
أمامك أحد خيارين .
الأول :- أن تنهى المكالمة بسرعة ولباقة
الثاني: أن تسمحى ساعتها لطفلك بأن يقاطعك لمدة قصيرة طالباً ما يريد بسرعة
إيقنى أيتها الأم وأيها الأب أن طفلك قابل للتعلم وكما علمناه أنه غير مسموح أن يحدثك أثناء حوارك مع الآخرين كذلك سيكون من المفيد أن تعلميه متى يكون مسموحاً أن يحدثك أثناء إجراءك مكالمة بعد ما يتدرب طفلك على الانتظار حتى إنتهاء حوار ..
بعدها يمكنك تدريبه على المهارة التالية وهى كيف يعرف الوقت المناسب الذى قد يمكنه التحدث إليك… بالطبع الإعتماد على إيماءه أو إشارة كهذه قد يكون صعباً فى بادئ الأمر لذا قد تكون جملة وليس مجرد إشارة أو إيماءة؛ لنضرب مثلاً”تامر أنا شيفاك منتظرنى من بداية المكالمة عايز تقولى حاجة؟ …ممكن تقولى دلوقتى” هذا فى بداء الأمر يمكن إختصارها بالتدريج ثم الاعتماد لاحقاً على الإشارة باليد أو نظرة بالعين حسب مدا إدراك طفلك .
وما الذى سيجعل طفلى ينتظر؟
طفلك لن ينتظر إلا إذا علم إن هذا من قواعد التعامل بين الآخرين وأن انتظاره حتى يفرغ الآخرين هو الأمر المقبول والمحبوب. بالطبع لن يكون ذلك هو الحافز الذى يجعل معظم الأطفال تستجيب لكن إن كان يعلم أن مخالفته لن تؤدى إلى حصوله على ما يريد وإن حاول مقاطعتك فسيكون عاقبة ذلك عبارة “إنت قاطعتنى وعلشان كدة لازم تستنى مدة أطول” ساعتها سيتعلم مع التكرار أن مقاطعة حديثك سيؤدى إلى تأخيرة لا إلى التعجل بإنجاز ما يريد.
تنمية التحمل والصبر عند طفلك
لكن واقعتين؛ عملية انتظار طفلك حتى إنتهاء حوارك سيكون أمراً صعباً فى بادئ الأمر وهذا يحتاج لتدريب وحتى تتمكنى من ذلك فلابد أخذ الأمر تدريجياً وقد تكون خطوة البداية هى اصطناع مكالمة وههمية وكأنك تتحدثين فى التليفون وبالطبع كونى بالقرب من طفلك وحاولى فى بادئ الأمر أن تكون المدة قصيرة وامدحى طفلك بعد المكالمة إن لم يقاطعك بقصد أو بدون قصد حتى ينمو لديه شعور السيطرة على نفسه … تدريجياً قومى بإطالة المدة ….
هذا سيجعلك أكثر سيطرة على مشاعرك وإنفعالاتك حتى الانتقال سريعاً إلى مرحلة التنفيذ الفعلى وهى تنفيذ تلك التمارين فى الواقع أثناء المكالمات الحقيقية.
لا تعلمى أطفالك الكذب فلا داعى أن يعلموا أن المكالمة كانت تخيلية إلا لو كنت ترغبين مشاركته فى التمرين وذلك بإخباره إن ذلك تمرين له لكن النتائج غير مضمونه لأن طفلك ساعتها سيعتبرها لعبة وانتظاره ليس صبراً لكن انتظار تنفيذ دوره فى اللعب وعند الانتقال إلى الواقع قد تكون إهتماماته مختلفة.