الوسواس القهري عند الأطفال

الوسواس القهري عند الأطفال من الحاجات المهمة اللي لازم تكون في دماغ اللي بيتعامل مع هذه الفئة العمرية، فمعدل انتشاره تقريبا ٢% ، ودي نسبة مش قليلة، فتقريبا كده لا يخلو فصل في مدرسة حكومية من طفل أو اتنين عندهم وسواس قهري. بس ليه مش بنشوف النسبة دي فعلا في الحقيقة؟

ببساطة لأن معظمهم مش بيتشخصوا، ولا حد بيعرف عنهم حاجة إلا في سن أكبر، و كتير جداً من الحالات اللي بتطلب العلاج في سن كبير بيكون المرض باديء عندهم من الطفولة.

الوسواس القهري بشكل عام هو عبارة عن فكرة مُلِحّة غالباً سخيفة ومش منطقية بتتكرر في دماغ الشخص وبتعمله قلق شديد جداً ، أحياناً بتكون مصحوبة بفعل أو تصرف بيشعر إنه لازم يعمله عشان يقلل القلق والتوتر المصاحب للفكرة، لكن سرعان ما الفكرة بترجع تاني و الدايرة تستمر.

الوسواس القهري كإضطراب في الأطفال زيه زي الكبار لكن الصورة بتختلف لعدة أسباب أهمها:
١. اللغة التعبيرية للطفل نفسه لسه بسيطة، ومش بيقدر يصيغ اللي بيفكر فيه أو اللي حاسس بيه للكبار، أو يعطيه مسميات نفهمها
٢. الرد التلقائي بتاع كتير من الأطفال لما حد من الأهل يسأله -ده لو حد أخد باله يعني- بتعمل كده ليه؟
فيرد الطفل:

عادي

أو: عاوز أعمل كده

فيترجم الأهل ده لأنه فعل إرادي الطفل حابب يعمله

٣. الأعراض اللي بتظهر عند الطفل في البداية بتكون غير محددة زي إن مزاجه يكون سيء، أو عصبية وتوتر، أو إنطوائية … وكده غالباً هنفكر في حاجات تانية كتير إلا موضوع الوسواس.

٤. كتير من الأطفال بيعتبروا الفكرة اللي في دماغهم سر وبالتالي الأهل لا يعلموا بوجوده أصلا فضلا عن إنهم يعرفوا مؤثر على أولادهم لأي درجة.

٥. أحيانا بتتلخبط الأفعال القهرية اللي مع الفكرة مع العادات الروتينية اللي كتير من الأطفال بيعملوها بشكل عادي في السن ده، زي ارتباطهم بلعبة معينة، أو الدبدوب البني لازم يتحط في مكان معين في السرير قبل النوم، أو تصرفات معينة لازم يعملها الطفل قبل ما ينام، أو طريقة ترتيب معينة لحاجته أو ألعابه مثلا.

أكثر الصور الشائعة اللي ممكن يظهر بيها الوسواس القهري عند الأطفال والمراهقين هي

١. إنه فيه جراثيم ممكن تلوث ايده لو مسك حاجة، واللي ممكن يتبع الفكرة دي تصرفات زي انه يلمس أي حاجة بمنديل ولو لمس حاجة بإيده يروح يغسل إيده لفترة طويلة

٢. ان فيه شتيمة أو كلام عيب في دماغه ناحية شخص، أو ليها علاقة بالدين

٣. إنه يشوف صور لناس عريانة مثلاً، غالبا بيكون حد من الأهل، وأحيانا أي حد بيتكلم معاه دلوقتي

٤. اعتبار بعض الأرقام أرقام حلوة يحب يكررها، أو بعض الأرقام أرقام وحشة فيتعمد تجنبها حتى لو جت في وسط أعداد عادية؛ مش بيقولها

٥. إن فيه كلام أو صوت معين لازم يقوله ويردده

٦. إن لازم الحاجات تتعمل بنمط محدد، زي إنه لما يقفل الدولاب لازم يقفل الضلفة اليمين وبعدين الشمال، ولو ما عملش كده يعيد من الأول ولازم يساويهم قصاد بعض ..

٧. الإعادة لبعض الجمل أو إعادة عد الأشياء أو يطلب من اللي قدامه إنه يعيد كلام معين أكتر من مرة أو يطلب إعادة الرد على سؤال بشكل متكرر.

٨. أفكار بخصوص مرض أو موت حد من العيلة

٩. التأكد من قفل الأبواب والشبابيك وإعادة التأكد ثم إعادة التأكد ..

 

طب مافيه بعض الحاجات من دي كتير من الأطفال بتعملها .. دا أنا ذات نفسي بعملها 😎!!!! ده صحيح، مش أي حاجة نشوفها من دول معناها مرض

الفرق الأساسي هو إلى أي حد الموضوع ده عامل تأثير سلبي على حياته الوظيفية (التحصيل الدراسي، الاستمتاع باللعب) والإجتماعية ( علاقته بأهله وأصحابه)

الطفل اللي بيرتب ألعابه بشكل معين وبعدين ينام .. غير الطفل اللي ممكن يقضي وقت ساعة أو ساعتين يرتب في الألعاب ويتوتر ويقلق جدا لو ما اتعملتش زي ماهو عاوز، ومجرد ما يعمل الحاجة ويهدأ، ترجع الفكرة ويرجع القلق.

 

باختصار: فيه فكرة مزعجة ملحة متكررة، معاها قلق شديد، أحيانا مصحوبة بفعل قهري عشان يهدي القلق، بتستهلك وقت طويل وبتأثر سلبيا على حياته.

 

العلاج بيكون: علاج سلوكي معرفي، جلسات أسبوعية حوالي ٨ إلى ١٢ مرة ، بالإضافة للعلاج الدوائي. الإتنين مع بعض بتكون نسبة التحسن كبيرة جدا تصل الى إختفاء الأعراض تماما، وإحتمال الإنتكاسة قليل جدا.
بيكون فيه طبعا تنبيهات على دور الأهل اللي أحيانا بيعزز الأفكار الوسواسية من غير ما ياخدوا بالهم.

ده باختصار وكدة 😃
و شكرا عزيزي المستمع لو كنت وصلت هنا

اللي ما وصلش هنا مالوش شكرا طبعا