اِقطع الحبل | دوري في منع الإنتحار

الحقيقة كتير مننا فى الفترة الأخيرة كل يوم بيتوجع لما بيشوف حالة أذت نفسها أو انتحرت وكل يوم والتانى بنشوف أخبار زى كدة وإحساس العجز بيبقى موجود عند ناس كتيرة جداً ، غير أن هو بيتألم نفسياً الحقيقة بيبقى عايز يساعد أنه يمنع السيل من الحالات اللى بتفقد حياتها دى،  لكن الحقيقة كتير مابيبقاش لاقى حاجة يعملها غير أن هو بيحس بالأسى و دماغه مابتقترحش عليه حاجة معينة يعملها أو يساعد بيها علشان كدة أنا فى المقال ده حتكلم على حاجات بسيطة كده ممكن تبقى فى ذهننا بتخلى كل واحد عارف دوره وأيه اللى المفروض يعملو وأيه اللى المفروض ما يعملهوش .

أولاً

الحقيقة من المعلومات اللى ناس كتيرة أو كلنا لازم نعرفها أن الكلام على الإنتحار فى حد ذاته حتى لو بالسلب مش حاجة صحية لأن هو مجرد الكلام عن إن الإنتحار (الإنتحار وحش يا جماعة وا وا وا وا  ) هو فى حد ذاته هو بينشر الفكرة وده من الحاجات اللى خلتني أتردد أني أكتب المقال ده أساساً…. لأن هو ممكن وأحنا بنحاول نساعد تكون الفكرة بتنتشر.

لكن خلينا نتفق أن إحنا ممكن فى مرحلة معينة نضطر نتكلم ودى النقطة الأولى من كذا نقطة أنا هتكلم عليها النقاط اللى بعد كده قد تكون نقاط كافية لوحدها فى حد ذاتها أن هى تساعد لكن أنا قدمت الكلام عن الإنتحار فى حد ذاته مش صح علشان نقول أن النقاط اللى بعد كده هى اللى هنديها مجهود أكبر من كده بكتير.

ذم إيذاء النفس فى حد ذاته مش حاجة صحيحة أو ولا حاجة كافية وده مش رأيى الشخصي ده اللي أثبتته الأبحاث اللى إتعملت فى أماكن كتيرة جداً في العالم وكل الكلام اللى هنقوله فى المقال ده هو نتيجة أبحاث أتعملت فى بلاد كتيرة أو على ناس كتيرة،

طب أساعد أزاى بقى إذا كان الكلام عن الموضوع بشكل مباشر ضار ومش مفيد؟!!!

 

ثانياً؛

الحقيقة أن حل المشكلة مش أن أنت تقول أن الحاجة دى وحشة…. حل المشكلة بأن أنت تساعد الشخص اللي بيفكر يأذي نفسه من غير ما تكلمه عن الإنتحار ذات نفسه …. بسأزاى بقى؟

الدرسات اللى إحنا اتكلمنا عليها لقوا إن 90% من المنتحرين كانوا بيعانوا من مشاكل نفسية، ويأما ما خضعوش لعلاج أو إنهم ماكملوش العلاج بتاعهم أساساً.  أول حاجة مطلوبة من كل أفراد المجتمع هو فكرة الترحيب بالعلاج النفسى فالما نلاقى حد وعنده مشكلة نحاول نفهم المشكلة من أصولها العلمية الصحيحة ونوجهه لطرق العلاج الحقيقة. كتير مننا بيشارك من غير مايقصد أن هو يأذى حد بأن هو يسخر من العلاج النفسى أو أن هو بيسخر من الدوا النفسى أو الدكتور النفسى أو العلاجات النفسية وبشكل أو بآخر الاستياء أو النظرة اللى مش حلوة للعلاج النفسى والطب النفسى عموماً هى اللى بتخلى كتير من أفراد المجتمع حتى لو عنده معاناه مش هيطلبها. بمعنى آخر أن طريقة حضرتك الساخرة أو التريقة أو عدم الترحيب أو أن أنت تقدم نصايح لقريب أو لغريب بإن العلاج النفسى هيدخلك الدوامة أو هيعملك إدمان أو هيضرك الحقيقة كلامك مش حقيقى و مش صحيح. أنت بكده ممكن تكون من غير ما تقصد بتساعد أن واحد ينتحر والفكرة دلوقتى أن معظم اللى فقدوا حياتهم بالطريقة دى هم بالفعل كانوا عندهم مشاكل نفسية وأن المشاكل النفسية دى ثابت علمياً الأبحاث بتقول أن اللى بيدخل فى العلاج الحمد لله بيتعالج وأن اللى بيوقف من غير مايدخل فى العلاج حالته بتسوء،

أنت محتاج يبقى عندك وعى بالصحة النفسية ولو لاقيت حد عنده مشكلة وجهه أنه يروح المكان الصحيح والمكان الصحيح ده هو عيادات الطب النفسى وعند الأطباء النفسيين.  أوعى تكون السبب إنه يكون عنده إحساس بالحرج أنه يروح لدكتور. فى أوقات كتير وإحنا بنحاول نساعد مريض نفسى نبقى عاملين زى اللي بينصح واحد رجليه مكسورة  أنه يقوم يجرى!!!! المفروض قبل ماتقوله يقوم يتحرك لازم تساعده أن هو يجبس رجله … نفس القصة لما يكون فى مريض عنده معاناه نفسية وأنت بتديلوا نصايح من خيالك أو أن أنت شايف أن هى الصح. الحقيقة هى أن معظم الإضطرابات النفسية علاجاتها متوفرة واللى بيخضع للعلاج بيتحسن واللى مابيكملش علاجه أو مابيروحش للعلاج هو ده اللى مساره أسوأ. لو جبنا 100 مريض خضعوا للعلاج و100 مريض ماخضعوش للعلاج حتلاقى أن اللى حالتهم أسوأ بكتير هما اللى ما خضعوش للعلاج

 

ثالثاً؛

من أكتر الحاجات اللى أثبتتها الأبحاث والدراسات هى إن الحالة الروحانية والإيمانيات العالية وتعلق الأنسان بربه واحدة من أكتر العوامل اللى بتحمى الإنسان. الدراسات والملاحظات بتقول أن معظم أن الناس اللى عنده تعلق روحانى بالله سبحانه وتعالى وإيمانياتها عالية  بيكونوا أكثر حماية ووقاية من القرب من إيذاء النفس والإنتحار. الدراسات بتتكلم بشكل أساسى على إرتباط الإنسان بإلهه و وأن هو يبقى حريص على أنه يؤدى العبادات وأن هو يبقى عنده حياه روحانية يبقى فاهم أن فى دار آخرة وأن الدنيا وأن كان فيها جزء من البلاء ففى مكان تانى هيبقى مُنَعَّم فيه دى بيهون عليه كتير، وأن ملاحظ أن معدلات الإنتحار وإيذاء النفس تتناسب عكسياً مع الحالة الروحانية بتاعة الشخص.

فكرة أن أحنا نبقى فى حالة روحانية حقيقية ومش مجرد ممارسة العبادات فقط بشكل منزوع القلب لكن لازم تكون زى ما بنقول كده فى عبادات جسدية وعبادات قلبية ويكون الإنسان حريص على أن هو بيحمى نفسه من هنا ومن هنا. لو إنتشرت ثقافة العلاج النفسى والطب النفسى والصحة النفسية بالإضافة لإنتشار الحالة الروحانية وإهتمام الإنسان بإن حياته ماتبقاش مادية باحتة وإن يبقى فيها جزء كبير من حياه لقلبه وتعلقه بالله سبحانه وتعالى والإحتساب لو فى معاناه، وإنه يبقى عنده أمل أن بكرة فىه أحسن، وأن فى إله فى السماء يدبر له أمره وأنه بيرفع عنه الهم والغم، وأن حتى لو فى هم وغم دلوقتى إن شاء الله فى فرج قريب حتى لو الفرج إتأخر ففى أجر على فترة إنتظار الفرج. كلا المعنيين دول مع بعض فيهم كثير من الحماية لمعظم أفراد المجتمع، علشان كده محتاجين مساحة كبيرة جداً بدل الحرب اللى شغالة على الطب النفسى والحرب اللى شغالة على ضد التدين لأن كلاهما بيزود معدلات الإنتحار.

 

رابعاً؛

النقطة الأخيرة فى عوامل الحماية اللى هاقولها فى المقال ده اللى بردوا أثبتتها الدراسات هى فكرة العلاقات الدافئة جوة البيوت كل ماكانت الأسرة مترابطة وأفراد الأسرة علاقتهم قوية جداً وفى ترابط ودفء فى التعامل بين الأبناء والأباء وأن علاقتهم دافئة وأن فى حرية فى الكلام وأن فى إحترام وفى مشاعر صادقة ما نسميه الحب والحزم . كل ماكان ده متوفر كل ما كان أفكار إيذاء النفس بعيدة عننا. هنرجع نقول أن دفىء العلاقات جوة البيوت والأسر ودفىء العلاقات الإجتماعية عند الأشخاص تتناسب عكسياً مع معدلات الإنتحار

 

بإختصار؛ دورك في الحماية من الإنتحار؛

  1. مانتكلمش على الإنتحار ذات نفسه بشكل مباشر لكن إحنا عاوزين نتكلم أزاى نحمى الشخص لأن الكلام عنه بشكل مباشر بيزود المعدلات
  2. محتاجين ننشر ثقافة العلاج النفسى وإن العلاج متوفر بس ناخد وقتنا ونمشى فى الطرق الصحيحة وإن علاج المشكلة بعلاج المرض النفسي اللي هو السبب في 90% من حالات الإنتحار
  3. علاقتنا بالله سبحانه وتعالى حماية قوية جداً جداً لأن دى فعلآ من الحاجات المثبتة كواحدة من وسائل الحماية
  4. لازم يبقى فى علاقات دافئة جوه بيوتنا وأسرنا مع أولادنا وأخواتنا وحوالينا وصحابنا ومايبقاش حد واخد جنب لوحده

 

حاجات دي كافية إنهم  يمنعوا كتير من الخطر اللى موجود دوت نشوفكم على خير ودمتم بصحة وعافية

… نسيت  أقولك كمان ممكن تشوف الفيديو دا وتنشر وتبعته لكل اللي حوالك دا بإذن الله يمنع الإنتحار

 

 

 

عن د.محمد حسين

دكتور محمد حسين؛ مؤسس موقع نفسي دوت نت. استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين. الزمالة المصرية للطب النفسى الزمالةالمصرية لطب النفس الأطفال والمراهقين عضو الجمعية المصرية للطب النفسي. عضو الجمعية المصرية للعلاج المعرفي السلوكي. عضو الجمعية المصرية للطب النفسي للأطفال والمراهقين.

أبحث أيضاً في

الهلع له علاج

إضطراب الهلع من الإضطرابات النفسية الشهيرة ورغم إنتشاره إلا إن  كتير من الناس ليس لديها …