من الأمور الهامة بالنسبة للمراهق هو كيفية أن ينمو بداخله الشعور بالهوية أن يجيب على أسئلة تجول بخاطره مثل “من أنا؟” أو “ما هو مستقبلي؟”.
في هذه المرحلة ينشغل المراهق حول ذاته مما يصيب ثقته بنفسه بشئ من الارتباك..
تبدأ هوية الشخص في النمو منذ الطفولة وتستمر في النمو والبناء عبر سنين حياته، لكن تعتبر فترة المراهقة من أكثر الفترات الحرجة والتي تؤثر وتتأثر بالهوية..
خلال مرحلة الطفولة المبكرة تكون القيم والمثل عند الأطفال هو ما اكتسبوه من الوالدين، لذا فإن تقييمهم لذواتهم من منظور القيم يتأثر بشكل أساسي بقيم الوالدين ونظرتهم للآخرين..
وعندما يكبر هؤلاء الصغار قليلاً وعند دخولهم المدرسة يظهر مؤثر آخر فيطفو على السطح عدد آخر من القيم والنظم الجديدة.. تلك التي يكتسبوها يوميًا من زملاء الفصل والمدرسين مما يؤثر بالسلب أو الإيجاب في بناء هوية الطفل الذاتية.
ومع الوصول لمرحلة المراهقة يسعى المراهق ليلائم بين ما تعلم من قيم ومثل وبين ما يتعرض له من انتقادات ليكون صورة ملائمة من وجهة نظره.. لو كانت المبادئ والقيم والمثل التي يتلقاها المراهق في بيته تتوافق مع ما يتلقاه في مدرسته من مدرسيه وزملائه فإن بناء شخصية غير متناقضة يكون أسهل بكثير..
فسلاسة بناء الشخصية والهوية تتواجد على أرض الواقع إذا لم تختلف المؤثرات (الآباء، المدرسين، الأصحاب) وفي يومنا هذا مع وجود الإعلام الذي يعد مؤثرًا قويًا بكل صوره من انترنت أو فضائيات أو مقروءات، فإن كان ما يبثه يسري مع قيم ومثل كما يراها الأبوان فإن ذلك يسهل عليهم وعلى المراهق هذه المهمة لكن إذا كان الإعلام وخاصةً الدش والانترنت حافلاً بالمتناقضات فإنه يفتح حلبة من الصراعات على المراهق لابد وأن تواجه بمزيد من القرب من الوالدين لمعرفة ماذا يقرأ وبماذا يتأثر، وليوجهوه لما يرونه مناسبًا ويقوموا ما يرونه غير مناسب بمزيد من العمل والحث على التربية الصحيحة وإن كان ذلك صعبًا بعض الشئ لكن لا بديل عن دور الوالدين في ذلك وإلا سيجدون بعد أشهر أو سنين شخصية لم يسعوا يومًا لها.