عند التعامل مع طفل أو مراهق يعاني من الاكتئاب بأتي أمر توفير الأمن والسلامة في أول قائمة الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لذا يأتي أمر: هل من المهم دخول المريض إلى المستشفى من عدمه من الأمور التي يجب أن يؤخذ فيها قرارًا مبكرًا، ويتوقف هذا على مدى وجود أفكار أو محاولات انتحارية عند الطفل حتى نوفر له الحماية من أى محاولات قد تؤذيه..
ويعتبر دخول المستشفى ضرورة أيضًا في حالة مصاحبة الأعراض تعاطي المريض لأى مادة مخدرة فهنا يصبح من الصعب القيام بالعلاج خارج المستشفى.
في دراسة كبيرة عالية المستوى تهدف إلى تحديد أفضل طرق علاج الاكتئاب أجريت على 440 من الأطفال والمراهقين ممن يعانون من الاكتئاب كانت أعمارهم بين 12 و 17 سنة تم تقسيم هذا العدد إلى 3 مجموعات لتحديد أفضل سبل العلاج وخضع هذا العدد للعلاج لمدة 12 أسبوع.
- تلقت المجموعة الأولى علاجًا دوائيًا فقط وكان عقار الفلوكستين بجرعة من 10 إلى 40 ملجم.
- تلقت المجموعة الثانية علاجًا نفسيًا فقط وكان في صورة علاج معرفي سلوكي.
- تلقت المجموعة الثالثة النوعان من العلاج المعرفي السلوكي + العلاج الدوائي.
وكان تقييم شدة المرض لهؤلاء الأطفال يتم بواسطة أحد المقاييس النفسية يسمى “الإصدار المراجع من معدل الاكتئاب عند الأطفال CDRS-R” بالإضافة للتقييم الإكلينيكي.. وعند نهاية فترة البحث المحددة وهى 12 أسبوع تم إعادة تقييم هذا العدد من المرضى وكانت أفضل النتائج موجودة في المجموعة الثالثة التي تلقت العلاج النفسي بالإضافة إلى العلاج الدوائي.. وباستخدام المقاييس النفسية كان التحسن في المجموعة الثالثة التي تلقت علاجًا نفسيًا (العلاج المعرفي السلوكي)بجانب الفلوكستين يصل إلى 71% من هذه المجموعة، وكان التحسن 61% للمجموعة الأولى التي تلقت دواء الفلوكستين فقط بينما كان 43% فقط في المجموعة التي تلقت علاجًا نفسيًا فقط.
وكانت محصلة هذه الدراسة أن أفضل طرق العلاج أن يتم خضوع المريض للعلاج الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي (المعرفي السلوكي).
العلاج النفسي (المعرفي السلوكي):
يعتبر العلاج النفسي من العلاجات الفعالة في الأطفال والمراهقين.. والهدف من العلاج المعرفي السلوكي أن يتم تغيير المعتقدات والأفكار التي تعيق الشخص عن التأقلم مع ضغوط الحياة اليومية وتعليمه مهارات مواجهة الأمور الصعبة وحل المشاكل بطريقة سلسة بمعنى أدق تصحيح الإنحرافات والتشوهات المعرفية التي تبناها المراهق المكتئب مثل الشعور بالإحباط والفشل وأنه لا أمل وكل الأمور سيان اجتهدنا أم لم نجتهد والنظر لنفسه نظرة سلبية و النظر للعالم أو البيئة المحيطة نظرة إعتمادية أو عدوانية والنظرللمستقبل بتوقع الفشل و المعاناة
و هذه النظرية هى التي نعتمد عليها في العلاج المعرفي لمريض الإكتئاب حيث يكون الهدف تعديل هذه النظرة.. ويمكنك الرجوع إلى العلاج المعرفي للاكتئاب في الموقع لمزيد من التفاصيل والعلاج الكامل.
والأطفال والمراهقين مثلهم مثل البالغين تتحسن لديهم أعراض الاكتئاب بخضوعهم للعلاج النفسي.
تمارين الاسترخاء:
تعلم تمارين الاسترخاء يساعد كثيرًا في حالات الاكتئاب وخاصةً في الحالات البسيطة والمتوسطة.. وتظهر نتائج الاسترخاء على المدى البعيد، قد يحتاج المريض للخضوع لهذه التمارين لفترة طويلة ولكن مع استمرار المريض لعدة أسابيع من ممارسة تلك التمارين يشعر بالتحسن كلما زادت مدة التمارين (ارجع لموضوع الاسترخاء على الموقع).
أنواع اخرى من العلاج النفسي:
مثل مجموعات المساندة والعلاج السلوكي الأسري تحقق نتائج لا بأس بها.. ودور الأسرة مهم جدًا في العلاج لذا لابد من التثقيف الصحي وتوضيح دور الأسرة في نشأة المرض ودورها في العلاج.. فطريقة تعامل الأسرة مع الأزمات ينعكس على نفسية الطفل… هل يصنع من الحبة قبة أم يتم التعامل بهدوء مع المشاكل، هل هناك أولويات في حل المشاكل أم أن الأسرة تضع في أجندتها الحالية أزمات ستحدث بعد 30 سنة.. يجب أن تتعلم الأسرة الطريقة المثلى للتعامل مع ضغوط الحياة، ويحتاج الطفل لدعم نفسي لفترة طويلة حتى يستعيد علاقاته الاجتماعية.
العلاج الدوائي:
تأتي مجموعة الأدوية التي تسمى (مثبطات استرجاع السيروتونين الاختيارية SSRIs) خط العلاج الأول في الأطفال والمراهقين وخاصةً في الحالات المتوسطة أو الشديدة.
وأثبتت أحدث الدراسات أن عقار الفلوكستين وعقار السيرترالين وعقار سيتالوبرام لهم فاعلية جيدة في علاج الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين ولكن حتى الآن فإن الإدارات الدوائية والغذائية العالمية وهى الجهات التي تختص بتقييم مدى فاعلية وأمن الأدوية الجديدة لم تصرح باستخدام سوى عقار الفلوكستين في الأطفال، وهناك العديد من الدراسات الحديثة على دواء فلوكستين التي أثبتت فاعلية ولكن مع بعض الآثار الجانبية مثل الصداع والشعور بالنعاس وقد يسبب بعض اضطرابات النوم.
دواء السيرترالين من الأدوية الفعالة في علاج الاكتئاب فقد بينت الدراسات التي أجريت على عدد كبير من الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب والذين خضعوا للعلاج بدواء السيرترالين في جرعات من 50 إلى 200 مجم كان التحسن حوالي 69% بين الأطفال لكن لهذا الدواء بعض الآثار الجانبية مثل الشعور بالغثيان والقئ والإسهال والأرق والتوتر عند بداية استعمال الدواء.
سيتالوبرام: أثبتت الأبحاث التي أجريت على دواء سيتالوبرام فعاليته في علاج الاكتئاب لكن ربما تظهر بعض الآثار الجانبية مثل الصداع والغثيان، الأرق وبعض الشعور بالإجهاد وحتى الآن لم تبين الدراسات مدى فاعلية كل من دواء الباروكستين ودواء إسيتالوبرام ودواء الفينلافاكسين ودواء الميرتازيبين و النيفازودون وكذلك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.. لكن دواء البوبروبيون لم يتم دراسة فاعليته بشكل كبير في الأطفال والمراهقين حتى الآن. وبالطبع تكون جرعة هذه الأدوية في الأطفال أقل من جرعة البالغين لكن الجرعة المناسبة في المراهقين لا تختلف عن جرعة البالغين.
إلى متى يستمر العلاج؟
ينصح باستمرار المريض على أدوية الاكتئاب لفترة لا تقل عن عام في الأطفال والمراهقين الذين بدأت عليهم علامات التحسن ولكن من الأفضل أن يكون وقف الدواء خلال فترة لا يشوبها أى ضغوط عائلية أو نفسية أخرى وبالطبع تحت إشراف طبي.
وماذا إذا لم يستجيب المريض للعلاج؟
لابد أن يخضع المريض لفترة لا تقل عن 3 أشهر وبجرعة مناسبة حتى يقال أنه لم يستجيب للعلاج عندها يتم تغيير الدواء إلى دواء آخر من نفس مجموعة مثبطات استرجاع السيروتونين الاختيارية وإذا لم يستجب المريض إلى الدواء الجديد يتم إعطاءه دوائين بدلاً من دواء واحد.
ماذا عن استخدم الكهرباء ECT في علاج الاكتئاب في الأطفال؟
على الرغم من استخدام الكهرباء في علاج البالغين في العديد من الاضطرابات النفسية في البالغين إلا أنه من النادر استخدامها في المراهقين على الرغم من فاعليتها مع العلم أنه في الفترات الأخيرة قد ثبتت مدى فاعلية الكهرباء ومدى أمانها على المراهقين في علاج حالات الاكتئاب والهوس مما قد يجعله خيارًا متاحًا في السنوات القادمة.
اقرأ أيضاً:
2 تعليقات
تعقيبات: أعراض الإكتئاب عند الأطفال - موقع نفسي Nafsy.Net
تعقيبات: الإكتئاب عند الأطفال - موقع نفسي Nafsy.Net