يتسم اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه بعدم قدرة الطفل على المواظبة على الانتباه مصحوبًا بشكل من الاندفاعية خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة.
ولكى يتم تشخيص هذا الاضطراب هناك العديد من الأعراض التي يجب توافرها قبل سن السابعة لكن لن يتم وضع التشخيص إلا بعد بلوغ سن سبع سنوات عندما تتسبب سلوكيات هؤلاء الأطفال في الكثير من المشاكل داخل المدرسة أو غيرها من الأماكن التي يرتادها الطفل.
ولكى يتم تشخيص اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه والاندفاعية إلى الدرجة التي تعيق الطفل عن التعايش مع أقرانه ومنعه من التحصيل الدراسي والتعايش بشكل سليم بين أهله وأسرته وليست مجرد زيادة نشاط قد نجده في الكثير من الأطفال في تلك الفئة العمرية ولا ضعف في التركيز الذي نجده في عدد لا بأس به في تلك المرحلة.
وُصف اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه منذ بداية القرن العشرين لكن كان الاعتقاد السائد وقتها كان أن ذلك الاضطراب ناتج عن التهاب في المخ سَبَّب تلفًا دائمًا في خلايا المخ وكان يُدعى بــ “متلازمة زيادة النشاط” ولكن مع مرور الوقت وفي خلال فترة الستينات من القرن الماضي وبفحص مجموعة كبيرة من الأطفال والتي تعاني من صعوبات في التحصيل الدراسي وضعف في التركيز مع التغير السريع والمتقلب لحالتهم المزاجية لم يتم العثور على أى إصابات عصبية واضحة ومميزة في المخ حتى يُنسب لها حدوث ذلك الاضطراب، وهذا أدى إلى نمو احتمالية تورط العوامل الوراثية في الإصابة بهذا الاضطراب.
ولكن مع مرور الوقت وزيادة الأبحاث العلمية الدقيقة وُجد أنه يلزم تزامن عدة عوامل وليس سببًا وحيدًا حتى يظهر ذلك الاضطراب كما تؤثر أيضًا في تشكيل الصورة التي يظهر بها الاضطراب سواء كان في صورة نقص التركيز أو في صورة الاندفاعية وزيادة النشاط أو في ظهور الصورتين معًا.
معدل انتشار إضطراب فرط الحركة وقلة الإنتباه
ينتشر اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه في حوالي 7:3% بين أطفال المرحلة الابتدائية ويصل في بعض الدول الأخرى إلى أقل من 1% ويزيد في البنين أكثر من البنات لتصل احتمالية الإصابة بين البنين والبنات إلى 1:2.
ولقد أثبتت الأبحاث زيادة احتمالية ظهور المرض بشكل كبير بين الأقارب من الدرجة الأولى ممن لديهم الاضطراب، كما تزداد احتمالية إصابة هؤلاء الأقارب أيضًا ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل اضطرابات القلق والاكتئاب.
وتصل احتمالية إصابة أبناء البالغين ممن يعانون من مرض فرط النشاط وقلة الانتباه لتصل إلى ضعف احتمالية إصابة أى فرد آخر بالمرض ممن لا يعاني من تاريخ مرضي في العائلة.