بالطبع صورة الإعتداء على الأطفال جنسيًا ولو بأقل صورة يحمل الكثير من المشاعر السلبية تجاه هذا الموضوع، لكن شئنا أم أبينا فهو خطر موجود نحمد الله أنه عافى الكثير من أبناءنا ونجاهم منه، ونسعى لدوام الحماية منه.. كما أننا سنقدم في هذا المقال خطوات إرشادية للتعامل مع هذه الكارثة إن كان قد أصاب أحدًا أطفاله شرها.
التحرش بالأطفال جريمة تحرمها كل الأعراف والقوانين وذلك لفقدان الطفل القوة لمنع المعتدي في الغالب، ولأن قدرات الطفل غالبًا ما تعجز عن التفكير في الاحتمالات السيئة وهى ما تجعله في مواجهة المعتدي دون أن يعلم كيف يتصرف وقتها ثم كيف يتصرف بعدها..
بينما يكون المعتدي بإجرامه قد أعد لما بعد الإعتداء وقد قام بالترتيب اللازم، وغالبًا ما يكون ذلك في صورة ترهيب وهو تهديد الطفل بفضح أمره لو أخبر أحدًا، أو امتنع عن الحضور لهذا المعتدي، أو يكون ذلك من خلال الترغيب من خلال الحلوى أو الشيكولاتة، وغالبًا ما يكون أسلوب الترغيب في السن الأصغر.
كيف أحمي طفلي من الإعتداء؟
أقوى وسيلة لحماية أبناءنا هى أن نعلمهم كيف يتعاملون مع الآخرين وخاصةً بخصوص أجسادهم..
المعتدي شخص جبان ويستغل ضعف وسذاجة أبناءنا..
لابد أن يتعلم الأبناء قواعد واضحة حول قواعد اللمس والرؤية لجسده وجسد الآخرين، ببساطة علم طفلك أن منطقة ما بين رجليه من الأمام ومن الخلف هى مناطق محظورة الرؤية أو اللمس لأى أحد في الكون سوى (ماما) فقط..
حتى الطبيب لا يحق له ذلك أثناء الكشف إلا في وجود (ماما) هذا بالنسبة للأولاد..
بالنسبة للبنات نضيف منطقة الصدر..
للتسهيل أحيانًا ما نسمي المناطق المحظورة اللمس أو الرؤية بمنطقة (المايوه) سواء للبنت أو الولد كل على حسب جنسه..
رسخها كقاعدة من قواعد البيت أن هذه الأجزاء ممنوع لمسها أو رؤيتها، وأحرص على أمر هام وهو إخبار طفلك أن هذه المنطقة عنده محظورة عنده كما أن محظور عليه لمس أو رؤية هذه المنطقة عند الآخرين أو بأى وسيلة مطبوعة أو مرئية على تلفاز أو تليفون أو كمبيوتر أو كتاب..
علمه أن يمتنع بل يرفض مشاهدة هذه الأشياء إن وضع في موقف فيه أمور كهذه لأن من المتحرشين الجبناء من يتحرش من خلال عرض صور على الأطفال في مجلة أو في كتاب أوعلى تليفون محمول، أو يتجرد من ثيابه هو ليعرض جسمه على الطفل..
علم طفلك أنه محظور وممنوع ولا يصح أن يترك أحد يراه أو يرى هو أحد.
علم طفلك أنه محظور وممنوع ولا يصح أن يلمسه أحد في هذه المناطق أو يلمس هو أحد في هذه المناطق.
علمه أيضًا إن تعرض للمس أو للمناظر أن يبادر بالصراخ والجرى خارج المكان مسرعًا نحو الأم أو الأب ليخبره بما حدث، وأن يهدد ها الشخص بقول “هقول لماما”.
علمه ألا يراه أحد أو يلمسه أحد وألا يرى هو أحد أو يلمس أحد.. علمه أن يصرخ في حالة الخطر.
بالطبع يحذر عليك في كل بيت أن تكون الأمور بدون ضابط أو رابط سواء في التلفاز وما به من مشاهد، أو تغيير الثياب لدى الأم والأب والأخوة.. لابد وأن ترسي القواعد لذلك..
كذلك شجع طفلك أن يحكي لك، فالمعتدي الجبان غالبًا ما يستغل خوف طفلك منك عند فتح هذا الموضوع.. اقطع عليه الطريق بتأمين طفلك في هذا المحور..
فطفلك إن أمن حرية إخبارك وتقبل ذلك منك فإن ذلك سيقوي من موقفه عند محاولة رد المعتدي.
من نافلة القول أن نقول أننا يجب أن ننتبه لترك أبناءنا مع الغرباء، لكن قد يكون الخطر بين الأقارب أيضًا، فنسبة الإعتداء من أشخاص قريبة ليست بقليلة بل قد تكون هى القاعدة..
ليس الهدف هو إثارة الرعب من كل قريب أو غريب أو تخوين كل البشر، لكن أن تعلم طفلك مهارات الحماية ولا يستثني منها أحد سوى (ماما).
ماذا إذا حدث شئ من هذا القبيل؟
وماذا بعد تعرض الطفل للتحرش؟
أيها الأب.. أيتها الأم.. لاقدر الله إن أصاب أبناءك مكروه فلابد من االتعامل بحكمة للحد من الخسائر..
أولاً: أود أن أخبرك أنك لست وحدك وأن هذا المسار يصيب الكثير أكثر من توقعاتنا.. لذا اهدأ… سنتجاوز المحنة بكل حكمة.
ثانيًا: إن كان مصدر معرفتك هو طفلك لابد أن تحييه على شجاعته لأنه أخبرك بذلك.
ثالثًا: إت كنت عرفت من مصدر غير طفلك فإياك ثم إياك أن تتعامل مع طفلك على أنه شريك في الجريمة.. طفلك سيدي وسيدتي هو مجني عليه ولا يتحمل أية مسئولية في هذا الحدث.
رابعًا: تجنب تحميل المسئولية بطريقة خفية لطفلك..
فأحيانًا يخبرك الطفل عن واقعة تحرش حدثت له من أقارب العائلة،، وبالطبع سيكون هناك نوعًا من مقاطعة التعامل معه، مع براءة الأطفال يظن الأطفال أن اعترافهم هو السبب في قطيعة أونكل فلان، فيظن الطفل أنه السبب في قطع الروابط..
للأسف هناك من الأمهات والآباء من لا ينفون هذا الاعتقاد من دماغ الطفل..
يحتاج طفلك أن يفهم أن سبب عدم زيارة أونكل فلان هو أفعال أونكل فلان وليس لأنه قال أن ذلك حدث.
خامسًا: إن ظهر على طفلك علامات نفسية كاضطراب النوم أو الشهية أو الميل للعزلة أو العدوانية، فقد يحتاج وقتها للعرض على طبيب نفسي، فقد تكون للصدمة آثار تحتاج إلى متخصص لمحوها..
حفظ الله أبناءنا.