علاج التبول اللا إرادي عند الأطفال

تحدثنا في مقال سابق عن التبول اللا إرادي من منظور نفسي وفي المقال التالي سنوضح العلاج اللازم
وسن}كد على ان العلاج التالي مناسب جداً وفعال عندما يكون السبب نفسي أما في حالة كون السبب عضوي فيستلزم الأمر التعاون مع طبيب المسالك البولية فلهم اليد العليا في علاج الأسباب العضوية

يعتمد العلاج بشكل أساسي  للتبول اللا إرادي عند الأطفال على العلاج النفسي جنبًا إلى جنب مع العلاج الدوائي.. قبل البدء في الخطة العلاجية يجب مراعاة التالي:

  • عمر الطفل.
  • وجود اسباب عضوية.
  • التعافي التلقائي يحدث بمعدل 14% لكل سنة عمرية.

العلاج النفسي:

يجب البدء أولاً بالعلاج النفسي نظرًا لفاعليته وبعده عن آثار الأدوية الجانبية..

يحتاج الطفل إلى التدريب السليم على استخدام الحمام (ارجع إليه بالتفصيل على الموقع)

عند بداية العلاج سجل حالة الطفل في جدول.. كم يوم يحدث ذلك أسبوعيًا، وكم مرة في الليل وفي النهار، واستمر في التسجيل أثناء فترة العلاج فيسفيدك في متابعة حالة تحسن الطفل:

اعمل جدول كالتالي وضع علامة (صح) مع كل مرة تبول وعلامة(خطأ) في الأيام الخالية:

 

الأيام تبول أثناء النهار تبول أثناء الليل
1
2
3
4
5
6

 

هذا الجدول للتقييم فقط.

نظام النجوم

ارسم جدول كالجدول السابق وعلقه في مكان يراه طفلك طويلاً واعقد معه اتفاق أن كل ليلة تمضي بدون تبول في سريره أو نهار يمضي جافًا دون أن يتبول على نفسه تضع مقابل ذلك نجمة في الجدول أمام اليوم أو الليلة.. علق الجدول في حجرة طفلك ومع كل مرة ينجح فيها ضع نجمة..

الأيام نهـــــار ليـــــل
1
2
3
4
5
6

 

ولكن ما فائدة هذه النجوم؟ النجوم هى العملة التي من خلالها (ومن خلالها فقط) يستطيع الطفل الحصول على ما يحبه (شيكولاتة، فسحة، زيارة الجدة، لعبة كمبيوتر….) لذا تحتاج أن تسجل ما يحبه طفلك في جدول كالتالي وأمامه ما يساوي قيمته من النجوم وطبعًا حسب أهميته بالنسبه للطفل وليس لك.. وهكذا.. لكى يخرج في رحلة فلابد أن يحصل على 5 نجوم..

 

 

المكافأة عدد النجوم
                شيكولاتة                نجمة
زيارة الجدة نجمتين
مشاهدة الكرتون نجمتين
الخروج في رحلة 5 نجوم

 

لكن احرص على:

  1. الالتزام بالاتفاق مع طفلك.
  2. سرعة تنفيذ ما اتفقتما عليه حتى يرتبط ذلك بذهنه.
  3. الهدايا والمكافآت أثناء العلاج فقط من خلال البرنامج ولا تلبى بوسيلة أخرى عن طريق الأم أو الجدة مثلاً..
  4. الهدايا والمكافآت تعطي بعد النجاح حيث هى مكافأة أما قبلها فهى رشوة.
  5. يجب أن يتحمل الطفل أعباء تغيير وتنظيف الملايات والأغطية التي تلوثت بالبول فيضع الملوثة في الغسالة ويأخذ النظيفة ويفرشها على سريره بنفسه ولا مانع أن يقوم بجر المرتبة الملوثة بالبول ووضعها في الشرفة حتى تجف.. ثم يدخلها بنفسه على السرير مرة أخرى.

لذا يستلزم هذا النظام تعاون كل أفراد الأسرة وكل من يستطيع خرق هذا النظام بتعاطفهم المفرط مع طفلك (لمزيد من التفصيل والإفادة راجع مقال نظام النجوم على الموقع) مع مراعاة عدم معاقبة الطفل في اليوم أو الليلة التي يعجز فيها عن التحكم وفي حالة نجاحه لابد من مدحه أمام أفراد العائلة مع كل نجاح ولا توبخه إذا فشل.

 

طريقـــــة منبـــــه الرطوبـــــة

تعتمد هذه الطريقة على جهاز تم إعداده بحيث يصدر صوت أو جرس عالي الصوت عند وجود أى درجة من الرطوبة أو البلل (بلل
في سرير الطفل) وبذلك مع كل مرة يتبول فيها الطفل في سريره يصدر الجهاز صوت عالي مع أول كمية بول تخرج من الطفل لتنبيه الطفل حتى يستيقظ ويحاول التحكم فيما تبقى أو ليذهب إلى الحمام ليكمل ما أراد.. وينبغي أن يساعد الوالدان طفلهما في ذلك على الأقل خلال الأيام الأولى فقد لا يستجيب لصوت الجهاز فهنا يجب عليهما إيقاظه بمجرد سماعهما لصوت الجرس ليكمل تبوله في الحمام.. ومع الأيام يتعلم الطفل بطريقة التعلم الشرطي أن يستيقظ من نومه مع احساسه بإمتلاء مثانته ليذهب لقضاء حاجته في المكان المناسب.

وفي دراسة تمت على عدد من الأطفال يعانون من درجة شديدة من سلس البول خضعوا للعلاج بطريقة منبه الرطوبة لمدة 6 أسابيع متواصلة أثبتت هذه الدراسة أن سعة المثانة لهؤلاء الأطفال قد زادت بعد فترة العلاج وهذا ما فسر تحسن حالة التبول اللا إرادي عند هؤلاء الأطفال أثناء النهار أيضًا.

في حالة عدم توفر جهاز منبه الرطوبة:

إذا لم يتوفر هذا الجهاز فيمكن استخدام منبه عادي يقوم أحد الوالدين بضبطه حتى يعطي إنذارًا بعد ساعتين من بداية النوم (من الأفضل حساب الساعتين من آخر مرة تبول فيها الطفل) وعندما يستيقظ الطفل قبل أن تصل المثانة إلى أقصى طاقتها فيستيقظ ليفرغ مثانته من البول فإذا كانت المدة غير مجدية فيمكن تقليلها قليلاً حتى نتجنب أو نسبق الطفل قبل أن يحدث ما نخشاه.. هذه الطريقة حققت نجاحًا في 60% من الحالات التي استخدمتها في العلاج.. وتجدر الإشارة أنه في كل الأحوال لابد أن يدخل الطفل إلى الحمام قبل نومه مباشرة ويعصر نفسه جيدًا.

هناك وسيلة علاجية لكنها لازالت غالية الثمن وهى تعمل بنفس مبدأ منبه الرطوبة وهى عبارة عن جهاز يثبت من حلال حزام على بطن الطفل ويعمل الجهاز من خلال بث موجات فوق صوتية على مثانة الطفل ولهذا الجهاز القدرة على قياس مدى إمتلاء المثانة وله القدرة على إصدار إشارة صوتية قبل وصول المثانة إلى إمتلائها الكامل لذا يستطيع الطفل أن يستيقظ ليفرغ مثانته.. وبالطبع فإن لهذا الجهاز نفس القدرة على زيادة سعة المثانة مع استمرار استعماله.

وإذا لم يملك الوالدين لا هذا الجهاز ولا ذاك فليس أمامهما إلى الانتباه لإيقاظ الطفل بعد فترة من النوم (ساعة أو ساعتين) و لامانع من تكرار ذلك لو أمكن أثناء الليل.

خلال إيقاظ الطفل بأحد الوسائل السابقة لابد من التأكد أن الطفل قد استيقظ فعلا ويدري أنه قد استيقظ من نومه المريح ليتبول في الحمام أما لو ذهب إلى الحمام وهو في حالة نعاس فليس هذا الأمر المنشود بالنسبة للعلاج فالأمر بالنسبة للطفل أنه تبول وهو نائم في النهاية دون صعوبة وكأننا لم نفعل شيئًا.

تدريبات زيادة سعة المثانة:

هى أحد الطرق السلوكية وتهدف إلى زيادة قدرة الطفل على التحكم في عملية التبول بالإضافة إلى زيادة سعة المثانة.. يبدأ التدريب من خلال تناول كميات كبيرة من المياه أو العصائر خلال فترة النهار وبعد أن يشعر الطفل بالرغبة في دخول الحمام يطلب منه المعالج تأجيل الذهاب للحمام لمدة 5 دقائق.. ويكرر التمرين على هذا الحال لمدة 5 ايام وبعد نجاح الطفل في ذلك نزيد من المدة المطلوبة منه ليتحملها عند رغبته في الحمام إلى 10 دقائق ويكرر ذلك لعدة أيام وهكذا على مدار فترة طويلة يزاد فيها المدة مع كل أسبوع من العلاج المستمر وبعدها بإذن الله سيتمكن الطفل من التحكم في الأمر.

التقليل من السوائل:

تستخدم هذه الطريقة مع غيرها من الطرق العلاجية بأن نحد من السوئال التي يشربها الطفل قبل النون بساعة أو ساعتين بالإضافة إلى إلزام الطفل بدخول الحمام للتبول قبل ذهابه للنوم مباشرة. وفي حالة وجود اضطرابات نفسية أخرى فلابد من علاجها.

 

العلاج الدوائي للتبول اللا إرادي:

عندما يعرقل سلس البول حياة الطفل الاجتماعية وتؤثر على أدائه الدراسي وتؤثر سلبًا على أسلوب تناوله الطعام كالحد من السوائل مثلاً وهكذا ساعتها لابد من اللجوء للعلاج الدوائي لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن دور الدواء هو السيطرة على الأعراض حتى يخضع الطفل للعلاجات البديلة مثل العلاج السلوكي الذي ذكرناه سابقًا لأن تأثير الأدوية يزول بزوال الدواء من الجسم وذلك لا يتعدى الساعات المعدودة.

عقار إميبرامين (توفرانيل):

من الأدوية الفعالة وتحقق نتائج مرضية لكنها على المدى القصير فمع بدء العلاج ينجح 30% من الأطفال الذين يستخدمونه في الحفاظ على جفافهم بينما يقلل من مرات سلس البول في نسبة كبيرة تصل إلى 70% من الأطفال، ولكن الشرط لفاعلية الدواء أن يؤخذ الدواء بالجرعة المناسبة وهى 75 إلى 125 ملجم ويمكن البدء تدريجيًا بجرعة مبدئية 25 ملجم تزداد تدريجيًا وبعض الأطفال يستجيب على جرعات صغيرة.

للأسف تأثير الدواء لا يدوم طويلاً فبعض الأطفال ينتكس مع وقف الدواء بينما البعض الآخر قد يتعافى دون دواء لهذا ينصح باستخدام الدواء لمدة 3 أشهر ثم بعدها يتم تقليل الدواء تدريجيًا وإذا حدث رجوع للأعراض مع تقليل أو وقف الدواء فلابد من الرجوع للدواء أو لدواء آخر بديل… وقد يكون الطفل من المجموعة التي تعافت فلا يحتاج إلى الاستمرار على الدواء.

وبسبب الآثار الجانبية ننصح بعدم الاستمرار علي الدواء طويلاً وعمومًا فإن المركبات ثلاثية الحلقات (التي ينتمي إليها دواء إميبرامين) قل الاعتماد عليها بسبب آثارها الجانبية.

عقار ديسموبريسين (مينيرين) DDAVP:

يعمل هذا الدواء من خلال تقليل إدرار البول وهذا الدواء متوفر في صورة بخاخ يستخدم عن طريق الأنف في جرعة 20 – 40 ميكروجرام.

نتائج استخدام هذا الدواء مرضية لكن للاسف فإن الأعراض قد تعود بوقف الدواء.. كما أن له عدد من الآثار الجانبية مثل الشعور بالصداع وإحتقان الأنف واضطرابات المعدة لكن الأثر الذي يجب الانتباه له هو حدوث نوبات تشنجية نتيجة انخفاض الصوديوم في الجسم لتسرب كميات كبيرة من المياه وإذا منع الطفل من شرب هذه الكمية الكبيرة من السوائل فإن ذلك يقلل من احتمالية انخفاض نسبة الصوديوم في الدم مما يمنع حدوث مثل تلك التشنجات.

إميبرامينالتبول اللا إراديالعلاج الدوائي للتبول اللا إراديالعلاج النفسيتوفرانيلديسموبريسينزيادة سعة المثانةعلاج التبول اللا إراديمنبه الرطوبةمينيريننظام النجوم