اضطراب يتسم بأنه سلوك متعمد لانقاص الوزن ورفض الثبات على الحد الأدنى للوزن والخوف الشديد من زيادته مع التصور الذهنى الخاطئ لصورة الجسم والانشغال الدائم بوزن الجسم والطعام, يصيب الاناث اكثر ويبدأعادة فى سن مبكر عند مرحلة البلوغ
بدأ بظهور حالة من التجويع الذاتى فى القرن السابع عشر لامرأة فى منتصف العمر , وُصفت بفقدان الشهية الهستيرى عام1860 (وصفه ل . ف).و (وصف بواسطة و.ج) عام 1874بالاسم الحالى , تسميته بفقدان الشهية غير دقيق اذ لا يكون هناك فقد حقيقى للشهية الا نادرا”فى حالات متأخرة من الاضطراب0
إحصائيات وأرقام
- انتشاره مابين 0,51% – 3,7%
- نسبة الذكور إلى الإناث 1: 10-20
- بين الإناث في مرحلة البلوغ والمراهقة تصل نسبته الى1%
- تصاب حوالي 5 إلى 10 من كل ألف فتاة مراهقة بهذا الاضطراب ولكن قد توجد بعض أعراض المرض (وليس كلها) لدى ما يقرب من 50 من كل ألف من الفتيات المراهقات.
- يبدأ غالبا” في سن14-18 ونادر حدوثه بعد30 سنة
- أزيد في الدول المتقدمة وفى المهن التي تتطلب النحافة والآن يظهر كموضة تتعلق بها البنات.
- حديثاً بعض الدراسات أثبتت أنه ازداد انتشاره فى البلدان النامية وكذلك زادت نسبة الذكور عن السابق ويرجعون ذلك ليس لزيادة الحالات ولكن لزيادة الوعى بوجود المرض وذوبان الحدود بين الدول وبين طبقات المجتمع وبين الجنسين نتيجة الانفتاح العالمي وثورة الاتصالات.
- يصاحب الاضطراب الإصابة بالاكتئاب بنسبة قد تصل 68%, والقلق65%, والرهاب الاجتماعى34%,والوسواس القهرى25%, وأيضا” بنسب متفاوتة يصاحبه سوء استخدام المواد المخدرة, اضطراب الشخصية (الهستيرية, الحدية ,الوسواسية)
مضاعفات المرض:
مضاعفات جسدية إما بسبب :
- نقص الوزن ونقص الدهون:
- هزال شديد جدًا ونقص الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنسيوم و….يسبب مشاكل بالقلب(خفقان وتغيرات برسم القلب الكهربائى ونقص بضغط الدم وارتخاء الصمام الميترالى وقد يحدث موت مفاجئ ),
- مشاكل بالجهاز الهضمى (آلام بالبطن ,إمساك,تمدد المعدة وتأخر إفراغ ما بها ),
- وبالدم (كافة انواع الانيميا ونقص الصفائح ونقص سرعة الترسيب),
- إنخفاض درجة الحرارة( تتدنى لأقل من 35 درجة),
- هشاشة العظام ,
- وكذلك تورم القدمين,
- وتغير الشعر بحيث يظهر كشعر المواليد.
- انقطاع الدورة الشهرية لدى الفتيات, نقص الرغبة الجنسية لدى البنين
- استخدام المسهلات والمقيآت: يؤدي لتغير في درجة حموضة الدم وتسوس الأسنان، والتهابات وتقرحات المرئ والمعدة.
- من مضاعفات هذا المرض أيضا تقلص حجم العضلات, انخفاض نشاط الغدة الدرقية, تورم والتهاب الغدد اللعابية والبنكرياس والتهابات الأعصاب الطرفية وقد تحدث تشنجات
مضاعفات نفسية:
- العزلة عن المجتمع وانخفاض فى القدرات الذهنية وقد يقدم المريض على الانتحاروبخاصة فى النوع الثانى الذي يتسم بنوبات من النهم Binge-eating/purging type
- الموت فى ما قد يصل الى18%من الحالات بسبب احتقان القلب وفشل وظائفه أو خلل فى سوائل الجسم أو الانتحار
- مضاعفات على المدى البعيد: تغيرات بقناة الاذن الداخلية يؤدى إلى تضخم فى الصوت والنفس, ضعف الشعور بالالم لتحمل آلام الجوع لفترات طويلة وقد يحدث تلف لجزء من جدار القلب صامت أى بدون احساس بألمه
مسار ومآل المرض
- تحسن تلقائى و شفاء كامل دون تدخل طبي البتة اكثر فى النوع الذي يتسم بالنهم
Binge-eating type - شفاء ثم انتكاس للحالة مرة أو مرات متعددة.
- الوفاة نتيجة المضاعفات الناتجة عن الجوع. أظهرت بعض الدراسات أن نسبة الوفاة تتراوح بين 5% و 18%
- التطور لمرض الشره Bulimia nervosa فى ما يقرب من50% من الحالات
- تفاعل المرضى مع العلاج بالمستشفيات جيد على المدى القصير ولكن حتى في المرضى الذين يستردون وزنهم وعافيتهم يبقون منشغلين بالتفكير في الطعام وطرق تحضيره ومنشغلين بالتفكير بوزنهم ويبقون منعزلين لحد ما عن المجتمع ويعانون من الاكتئاب
من مؤشرات الشفاء
- اعتراف المريض بإحساسه بالجوع وعدم إنكاره للمرض وكذلك وجود الهمة العالية لديه وزيادة الثقة بالنفس.
- ومن المؤشرات التي لا تنبئ بمآل جيد الخلافات الأسرية, التقيؤ المتكرر وإساءة استخدام المسهلات ووجود أمراض أخرى مع فقد الشهية العصبي مثل الوسواس القهري والاكتئاب واضطراب الشخصية وسوء استخدام المواد المخدرة
العلاج:
- بالنظر لطبيعة المرض المعقدة من الناحية النفسية والعضوية, فإن العلاج قد يستلزم استخدام طرق عدة في نفس الوقت بما في ذلك الحجز في المستشفى إن استلزم الأمر في بعض الحالات ومن هذه الأساليب العلاج الأسري والنفسي والسلوكي والتأهيلي والدوائي، وكذلك حجر الزاوية ألا وهو دور أخصائي التغذية الذي قد يفوق دوره دور الطبيب والمعالجين الآخرين ويتم إتباع نصائحه بدقة للوصول إلى نتائج أفضل.
الحجز بالمستشفى:
إجبارى فى حالات المضاعفات الشديدة التى قد تؤدى للوفاة كذلك الحالات التي تحتاج لضبط الخلل فى سوائل الجسم والأيض. وكذلك المرضى الذين يقل وزنهم عن 20% من الوزن المتوقع المناسب لهم.
من أهم الجوانب التي يجب أن تراعى عند علاج المصاب بهذا المرض هي استعادة عافيته من الناحية الغذائية وبالذات معاناته من الجفاف واختلال نسب الأملاح في جسمه والتي تشكل خطورة على حياته.
من عوامل نجاح العلاج داخل المستشفى هو تفهم وتعاون القائمين على ملاحظة وعلاج المريض وقيامهم بالدور المطلوب وذلك بأن يكونون حازمين وفي نفس الوقت يخلقون إحساسًا لدى المريض بأنهم مساندين له ومهتمين بصحته ويلجأون لشتى الطرق الايجابية مثل التشجيع وأحيانا تقييد رغبات المريض مثل رغبته في التمارين العنيفة.
وللوصول لنتائج أفضل لا بد من تثقيف المريض وأسرته عن الحالة واطلاعهم على الكثير من جوانبها ومضاعفاتها والدور المطلوب من كل منهم في تدبير الحالة للوصول للشفاء بإذن الله عز وجل .
غالبا ما يكون المريض رافضًا لفكرة العلاج لدى الطبيب النفسي بل يقاومها بكل قوة وغالبا ما يأتي للعيادة مجبرًا تحت ضغط من الأسرة أو الأصدقاء نظرا لما يلاحظونه من تدهور في صحته وبالتأكيد فإنه سيرفض الحجز بالمستشفى بشكل أكبر وأشد.
قد يمتد الحجز بالمستشفى لأسابيع بل أشهر كاملة في بعض الحالات المستعصية ولذلك فإن مساندة الأسرة وتفهمها أمر أساسي في العلاج.
ويجب الإشارة هنا إلى أن الطبيب قد يملك حق الحجز القسري وغير المرتبط بقرار الأسرة إذا رأى أن هناك ما يشكل خطرا على حياة المريض وبالذات في الحالات التي تستلزم العناية الطبية في العناية المركزة أو المتوسطة.
أثناء الحجز بالمستشفى
- يوزن المريض يوميا في الصباح الباكر بعد إفراغ المثانة من البول كما يتم تسجيل ما يتناوله المريض من السوائل وكذا تسجيل ما يخرجه المريض ووضع سجل منظم لذلك على شكل رسم بيانى chart .
- يتم مراعاة اختلال أملاح الدم وتعويضه عنها عند حدوث القيء. لا يتم السماح للمريض بدخول الحمام إلا بعد ساعتين تقريبا من وجبات الطعام لكي لا يستفرغ المريض مستغلا خلوته. وعند حدوث الإمساك الذي يشفى عادة بمجرد الانتظام في الأكل يتم التعامل معه دون استخدام المسهلات.
- تحت إشراف دقيق من أخصائي التغذية يعطى المريض 500 سعر حراري زيادة على المطلوب يوميا ( 1500 إلى 2000 سعر) ومن الأفضل إعطائه هذه السعرات على شكل وجبات متعددة خلال اليوم قد تصل أو تزيد على 6 وجبات صغيره وذلك لمنع المريض من تناول وجبات كبيرة خلال اليوم ولمنع تمدد المعدة. قد يفضل المريض تناول الوجبات السائلة لأنه يكون مطمئنا بأن وزنه لا يزيد كثيرا مع هذا النوع من الوجبات.
- يمكن استخدام ادوية مضادة للاكتئاب لاثارة المراكز الخاصة بالشهية للطعام وتتأثر بمستوى الدوبامين والسيريتونن وكذلك تتحكم فى السلوك الاندفاعى القهرى لدى المريض.وقد نستخدم احيانا جرعات قليلة من مضادات الذهان .
العلاج النفسي:
أ. العلاج المعرفي السلوكي:
يمكن تطبيقه أثناء العلاج بالعيادة الخارجية أو أثناء الحجز بالمستشفى وينتج عنه زيادة ملحوظة في الوزن.
المراقبة الدقيقة عنصر مهم في العلاج السلوكي حيث يراقب المريض كمية الطعام التي يتناولها ومشاعره أثناء الأكل وكذلك محاولاته لتخفيف وزنه مثل التقيؤ والرياضة العنيفة وكذلك ينبه لعلاقاته الاجتماعية والأسرية المضطربة ووسائل حلها.
يجب أن يتعلم المريض كيفية مقاومة أفكاره بخصوص وزنه وسلوكه في التعامل مع الطعام ويتعلم أساليب صحية في التعامل مع مشاكله وضغوط الحياة غير العزوف عن الطعام وتخفيف وزنه، كذلك استخدام التحفيز سلبا وايجابا.
ب. العلاج الأسري:
وهو مهم للغاية إذ يجب تثقيف الأسرة عن المرض بل وإعطائهم التفاصيل الدقيقة عنه ويتم التركيز على العلاقة بين أفراد الأسرة عمومًا ومع المريض بشكل خاص