علاج الوسواس القهرى

تحدثنا في مقال سابق عن الوسواس القهري وأعراضه وحان الآن الوقت لنتحدث عن العلاج الوسواس القهرى من الإضطرابات النفسية التى لها أشكال عدة فى العلاج لكنها تستظل كلها تحت مظلة العلاج المعرفى السلوكى كعلاج نفسى والعلاجات الدوائية .

 العلاج المعرفى السلوكى للوسواس القهرى .

يضم المصطلح كلمتين”معرفى” وهو مبنى على تصحيح وإكتساب معلومات ذات علاقة بالإضطراب و”سلوكى” ويقصد بها ما يتم تغيره فى السلوكيات وأفعال الشخص .
يحتاج مريض الوسواس أن يعرف أن الوسواس مرض يحدث نتيجة إضطرابات عضوية بداخل مخه ولا إنه ليس ذاك “السيء”الذى يشك فى عقيدته أو يفكر فى إيذاء الآخرين …..يحتاج مريض الوسواس أن يعرف ماهية المرض ويعرف ماهو صحيح ويتم ذلك من خلال عدة جلسات نفسية أو أن ألفت الإنتباه إلى هدف العلاج ليس بشكل أساسى عن وقف الفكرة الوسواسية بشكل كامل لكن الهدف الواقعى الذى نتوقع حدوثه هو أن “ترجع الفكرة الوسواسية من كونها فكرة “تافهة” ولا يعبأ منها الإنسان بدلاً من تصنيفها كونها فكرة هامة”

 

 العلاج السلوكى

يتمحور العلاج السلوكى للوسواس حول التعرض ومنع الأفعال القهرية أى يطلب من المريض أن يتعرض لما يخشاه وأن يتجنب عن فعل الأفعال القهرية .
مثال مريض كان يخشى لمس مقبض الباب بعد زيارة ضيوف لتجنب التلوث أو لتجنب نقل الأمراض أو غيرها وإن اضطر للمس الباب لأى سبب كان فإنه يعتاد على سرعان ما يغسل يده جيدا … الآن لابد من لمس مقبض الباب والإمتناع عن الجرى سريعاً لغسل اليد….هذا من دوره وإن بدأ مزعجاً فى بادئ الأمر أن يجعل المريض يتمتع بإطمئنان دائم بدلاً عن ذاك اﻹطمئنان المؤقت الذى يناله مع فعل الفعل القهرى ومع إستمرار الممارسة يعتاد الجسم على المنع ويزول القلق تدريجيآ وبخاصة إن كان ذلك تحت إشراف طبى وبخطة يضعها الطبيب المعالج مصحوبة بعلاج دوائى إذا لزم الأمر .

أسلوب العشر دقائق مماطلة

قد يكون وقف الأفعال القهرية أمرآ صعبآ جدآ فى بداية العلاج ومراعاة لذلك فإنه وإن كان لابد من فعل الفعل القهرى فيمكن بعد مماطلة مع الفكرة الوسواسية ونبدأ 10 دقائق ولنضرب مثالآ لمريض يعاني من الوسواس وقد راودته الفكرة الوسواسية بتلوث يده من مسك مقبض الباب بعد أن لمسه أحد الضيوف ….الأمثل أﻻ ينتبه للفكرة ويقاومها ولا يغسل يده لكن إن كان ولابد فليماطل 10 دقائق قبل الجرى على الحمام وغسل يده ….وبعد النجاح فى تحمل تأخير ذلك لمدة 10 دقائق فلنطيل فى المرة القادمة للمدة لتصبح 20 دقيقة ثم فى المرة التى بعدها لتكون 40 دقيقة وهكذا

 

احذر أيها الممكن

كثيرآ ما نجد أن هناك أحد (أو أكثر) من أفراد الأسرة من يساعد مريض الوسواس دون قصد فى أن يبقى معه أعراض الوسواس بل قد يكون تدخله سببآ فى زيادة الأعراض وشدتها ….لكن كيف؟
يحدث ذلك بحسن نيه بالغة وذلك حين “يأخذ الموسوس على قد عقله”
فعندما تسأل الأبنة الأم للمرة العاشرة (هو أنا دراعى كدة مبلول؟)
فتجيب الأم (أيوه يا حبيببتى مبلول ووضوءك صحيح) أو حينما يكون عند الزوجة أفكار وسواسية أن كل من يدخل من باب الشقة فهو محمل بالجراثيم و الأمراض المعدية والذى قد يكون سببآ فى الإصابة بالأمراض للزوجة والأبناء والزوج ….والحل من وجهة نظرها أنه يجب على الجميع الإستحمام وتغير الملابس قبل دخول الشقة …..ولهذا فقد تستقبل الزوجة زوجها بملاءه أو غطاء من على باب الشقة لتلفه به حتى يصل إلى الحمام حيث يغير ملابسه وينال حمام الدخول ….ذاك الزوج يحب زوجته ويخشى أن يزعجها وأن يكون مصدر قلق لها لذا فإنه بحسن نيه يرضيها لكن أنه بذلك يمكن الوسواس من زوجته . الأمثلة كثيرة ومتكرره….كالأم التى تعد لأبنائها عدد مرتت غسيل يده أو عدد مرات الصلاة
نسمى هذا الشخص “الممكن”لأنه يمكن الوسواس بالمريض دون قصد ….ندعوا هذا الممكن وأن يتوقف عن ذلك لأنه بذلك أصبح يفعل هو أيضآ أفعال قهرية نيابة عن المريض ….فى كل مرة يفعل ذلك فهو يسمح للوسواس بالتضخم مع الموسوس .
الأسرة التى تسمح لإبنها أو أبنتها أو الزوج أو الزوجة بالتأخر فى الحمام لمدة طويلة دون أن يطالبوا منه الخروج هو بذلك يساعدوا الوسواس عليه .

 

 العلاج الدوائى للوسواس القهرى .

حسب ما ذكرنا سابقآ فى حين تحدثنا عن آلية حدوث الوسواس القهرى بأن السبب راجع لنقص مادة السيروتونين لذا فإن العلاجات الدوائية تكون ضرورة فى حالات متوسطة وعالية الدرجة… لذا هنتحدث في المقال القادم عن العلاج الدوائي للوسواس القهري

استشاري الطب النفسيالافعال القهريةالتعرضالعلاج الدوائيالعلاج السلوكيالعلاج المعرفي السلوكيالممكنالوسواسالوسواس القهريد.محمد حسيندكتور محمود حسينطب نفسيطبيب نفسيطبيب نفسي بالاسكندريةعلاج الوساوسعلاج الوسواس القهريمعالج نفسيمنع الأفعال القهريمنع الطقوسموقع نفسي