الكوابيس او الأحلام المفظعة شائعة الحدوث عند الأطفال …تحدث للأطفال وللكبار لكنها أكثر شيوعاً للأطفال بالأضافة أن “درجة الرعب” التى تحدث عند الأطفال تكون أكبر بكثير عنها عند الأطفال .
من 30 إلى 50% من الأطفال يحدث لهم أحلام مفزعة أى أن تقريباً نصف الأطفال وتكون البداية فى عمر من 3 سنوات إلى 6 سنوات ولا يعنى ذلك إختفاء الكوابيس فى الأعمار المختلفة لكنها أقل شيوعاً بقليل ..
الكوابيس أو الأحلام المفزعة والمخيفة تختلف عن الفزع الليلى الذى سبق وتحدثنا عنه فى مقال سابق فى عدة أمور أولها أن الطفل سيستيقظ من نومه مفزوعاً متذكراً كل أو معظم تفاصيل الحلم الذى فى الغالب مايحدث فى النصف الثانى من النوم، أى بعدما ينام الطفل فترة نوم كافية لأن الكوابيس هى “أحلام” والأحلام تحدث فى مرحلة النوم الحاكم REM sleep والتى تطول مدتها فى النصف الثانى من النوم
نوم الإنسان الطبيعى عبارة عن دورات متكررة تنتهى دورة من النوم sleep cycle ثم تتبعها دورة جديدة ، وكل دورة من دورات النوم تنقسم لمرحلتين
الأولى؛ رحلة عدم حركة النوم (والتى تسمى مرحلة النوم الغير حالم) Non REM Sleep .
_الثانية؛ مرحلة حركة العين (مرحلة النوم الحالم) REM Sleep
وهكذ فإننا مع بداية النوم نبدأ بدورة نوم متكونة من مرحلة النوم الغير حالم تتلوها مرحلة النوم الحالم وبهذا تكون قد إنتهت الدورة الأولى … ثم ماذا بعد ؟ بعدها تبدأ دورة جديدة وبنفس الترتيب نوم غير حالم يتبعه نوم حالم .◆فى مرحلة النوم الغير حالم ؛ الجهاز الحركى والعضلات لا زالت تعمل ، بينما لا يحلم الإنسان فى الغالب وإن حلم فإنه لا يتذكر حلمه .
◆مرحلة النوم الحالم ؛ تدخل العضلات والجهاز الحركى فى حالة تشبه الشلل وتتوقف … بينما تكون هذه المرحلة غنية بالأحلام التى فى الغالب ماتكون فى صورة يتذكرها الإنسان ويروها بعد إستيقاظه.
وللتمييز بين الكوابيس والفزع الليلى
| الفزع الليلى | الكوابيس |
| الطفل يتحرك وربما يمشى دون أن يسيقظ ويظل نائمآ | الطفل سيستيقظ مفزوعاً |
| تحدث فى النصف الأول من النوم . | تحدث فى النصف الأخير من النوم |
| يعاود الطفل الرجوع إلى سريره ولا يتذكر أى شيء لأنه كان نائماً |
الطفل يذكر الحلم والحدث كاملاً |
| تحدث أثناء النوم الغير حالم Nan_REmsleep . | تحدث أثناء فترة النوم الحالم REMsleep |
أسباب حدوث الكوابيس
الأحلام المفزعة وبخاصة عند الأطفال أمر طبيعى ولا يعنى أى علامة مرضية …تحدث لمعظم الأطفال وتزداد هذه الإحتمالية عندما يكون للطفل أو (للطفلة) ملكة خيالية عالية … كلما كان طفلك قادر على التخيل ..كلما زاد إحتمالية حدوث الكوابيس.
الكوابيس خاصة والأحلام عامة تتعلق بإهتمامات ومخاوف الإنسان حتى وإن ظهرت فى شكل رمزى أو غير مباشر للتعبير عن خوفه ، وهى صورة معبرة عن عمليات التفكير والمشاعر بذهنه .
بعض الأشكال المتكررة عند الأطفال
- المخاطر الطبيعية مثل (الكلاب/الأسود/التعابيين/العناكب)
- المخاوف التخيلية مثل( الأشباح/العفاريت/الزومبى)…للأسف الأطفال الأن يعرفون مصطلح “زومبى” .
- الأمور العارضة والمزعجة للطفل ؛كالإنتقال لمدرسة جديدة أو حدوث خلافات كبيرة بين الأب أو الأم أو تعرض الطفل لشكل من أشكال الأذى .
- تعرض الطفل لصدمات كبرى أو أحداث مرعبة قد ينتج عنه إصابة الطفل بنوبات قلق أو كرب مابعد الصدمة والتى فى الغالب ما يصاحبها كوابيس ليلية .
كيف أساعد طفلي ؟؟؟
_عندما يستيقظ الطفل مفزوعاً ….أهم ما يحتاجه وقتها هو الإطمئنان والأمان؛ احتضنه مع قبلات حانية مع كلمات مطمئنة سيكون لها تأثير ساحر …ولا تتعجل فحتى بعد استيقاظ الطفل تكون المشاهد التى رآها فى حلمه المفزع لا زالت عالقة أمامه …لذا فلا تتململ من ذلك .
_ابدأ فى الشرح لطفلك أن ذلك يحدث لأناس كثيرين وأن ذلك لا يحمل خطر حقيقى لكنه تخيلى، وأنه فى ليالى أخرى سيحلم أحلاماً سعيدة .
_دع طفلك يحكى قصة حلمه إن أراد ….لكنه أن فضل السكوت فإنشغل أنت بالطمأنينة و”التطبيع”….أخبره أن ذلك طبيعى .
_احمي طفلك من الأفلام المفزعة والقصص المفزعة والأخبار المفزعة والبرامج المفزعة ….كثير من الأسر يتناولون الحديث عن أخبار قتل أو خطف أو غيرها بينما هناك أطفال فى محيط السماع……. تتجنب ذلك .
_تجنب المبالغة فى الطمأنينة أو النوم جنب طفلك (هذا يؤكد أن الأمر خطير ومرعب لطفلك ) أى أن بذلك ترعبه ولا تطمأنه ….
متى يجب أن استشير طبيب؟؟؟؟؟
تذكر أن الكوابيس أمر طبيعى… تخرج عن طبيعتها وتحتاج إلى مساعدة متخصص عند تكرار حدوث ذلك كثيراً مما أصبح يؤثر عن عدد ساعات نوم طفلك ،
أو حين توجد دلالات أخرى لكرب ما بعد الصدمة PTSD مثل الخوف الدائم أو الفزع من الأصوات العالية أو تجنب أماكن الصدمات،كذلك عند فقد شخص عزيز على الطفل أو عند تعرضه لصدمات نفسة كبيرة.
غير ذالك أنت كأب أو كأم المعالج الأول لطفلك وأنت مصدر الأمان والطمأنينة ….امنحه لطفلك بحكمة وثبات وثقة .
بارك الله لكم فى أولادكم….