Confrontation أو المواجهة ، مصطلح من المصطلحات المستخدمة فى العلاج النفسى، الدينامى على وجه الخصوص ، يأتى كخطوة أخيرة إذا لم تنجح ما سبقته من خطوات فى أن يصل العميل للوعى الكامل بمشكلته،
محتوى هذا المقال يعتمد بشكل أساسى على هذه الأداة -المواجهة-
البعض قد يستقبل المكتوب استقبالا طبيعيا والبعض قد يراه شديدا،لا يخلو من قسوة أو فظاظة،أو حتى مبالغ فيه
هو فقط زاوية رؤية،من استراح فيها فله أن ينظر من خلالها،ومن لم تناسبه فله كامل الحق فى اختيار زاويته الخاصة ويكفى معرفته بأن تلك الأخرى قابعة هناك.
قد تراودك الفكرة،أو ينصحك أحدهم من الأحبة أو المتخصصين :”أنت فى حاجة لجلسات علاج نفسى” وما أعنيه هنا جلسات العلاج النفسى الكلامى، ولها مسميات عدة،مبنية على مدارس علاجية مختلفة
منها مثلا المدرسة التحليلية والمستمد منها حتى الآن النظرة الإعلامية السائدة للجلسات وإن كانت واقعا قد صارت تستخدم فى نطاق محدود جدا وهو ما سنتحدث عنه لاحقاً ومنها المدرسة الدينامية، والسلوكية، والإنسانية، والمعرفية وغيرهم
وباختلاف المدارس والنظريات التى تبنى عليها تختلف الخطط العلاجية،والمصطلحات المستخدمة،وعدد الجلسات.
بعضها مثبت الأثر علميا وعمليا وإحصائيا والبعض لا
بعضها أثبت فاعلية أكبر فى صعوبات أو اضطرابات بعينها أكثر من غيرها
وتتفق جميعها فى الهدف النهائى وهو فى مضمونه تحقيق التوازن النفسى، وبناء القدرة على التكيف،وخوض رحلتنا الخاصة نحو النضج.
…
ساهم الإعلام بدرجة كبيرة فى رسم صورة حالمة للجلسات النفسية،حيث يجلس المريض على الشيزلونج، يتحدث لفترة طويلة حتى يفرغ كل ما لديه من كلام وما يصحبه من انفعالات، ثم يهدأ، وتحل كل المشاكل تباعا،
ولا أعنى بكلامى التقليل من أهمية عملية تفريغ المشاعر أبدا، ولا ضرورة الإنصات لها بشكل فعال،بل هى خطوة أساسية وجزء لا يتجزأ من الرحلة،لكنها وحدها لا تكفى، ولو توقفنا عندها فقط وصارت كل جلسة هى عملية تكرارية لها فلا تتفاجأ إذا لم تحل مشكلتك!
التفريغ الانفعالى أو كنس المدخنة أو التنفيس أو حتى الفضفضة كلها مسميات تفيد نفس المعنى، وهى كما ذكرنا الخطوة الأولى والأساسية فى رحلة العلاج، ويلحقها خطوات،يظل التفريغ مصاحبا فيها لكن بصورة أكثر تنظيما،وتحديدا،وتوظيفا.
يظن الكثيرون أن الوضع سيتحسن مع القرار بالبوح وطلب المساعدة من مختص، وقد يفاجئك القول بأن الوضع قد يسوء أولاً لمدة تقصر أو تطول قبل أن تبدأ فى لمس التحسن …
عندما تبوح بصدق تعى،والوعى مؤلم،
وبعد الوعى يأتى التغيير يحملك مسئوليته، والتغيير يتطلب جهدا وكلاهما -خصوصا فى بداياته- مؤلم.
ومع البوح صادقاً مع نفسك وفى جانبها -أو غالبا فى البداية- مواجهتها، ستدرك أنك تتحمل جزءاً من المسئولية فى استمرار معاناتك سابقا ولو لم تكن أساسها، وتتحمل كل المسئولية بعدما تبصرت بذلك، وكل ذلك ليس سهلا أبدا،ومؤلم،والبعض يختار الهرب بعد أول محطة..
…
تعلمت من أستاذتى أن خير خدمة يقدمها المعالج النفسى لعميله، هى أن يكون فى شخصه ونموذجه سبباً فى أن يستعيد العميل ثقته فى جودة العلاقات الإنسانية
وأن المعالج النفسى هو شاهد ومؤرخ وموثق لرحلة التغيير…لذا وجب التنويه..
العيادة النفسية ليست أرض الأحلام ولا المعالج النفسى فيها إلهاً يقول للشىء كن فيكون، كما أنها ليست صالونا للزينة والمعالج فيها مزين يبذل جهدا لتجميل أو تغطية الندوب أو التشوهات. الوصف الأقرب هى أنها غرفة عمليات جراحية والمعالج جراح للنفس دون استخدامه المبضع”المشرط”
المعالج النفسى هو شخص أهلته الدراسة الأكاديمية وخبرته الحياتية المتراكمة بحكم مهنته لتقديم المساعدة لك كى تصل إلى ما قررته بنفسك لنفسك.
…
تتردد على مسامعنا كثيرا جملة مفادها:”أنا أعرف مشكلاتى تماما،وعلى وعى عميق بنفسى،ولا شىء يتغير،الوضع على ما هو عليه”
ويأتى السؤال المنطقى منا بالتبعية:”وماذا “فعلت” كى يتغير الوضع؟” ما تقوله أشبه بأن تقول لى أعرف وزنى الحقيقى ووزنى المثالى، أعرف السعرات الحرارية لكل أنواع الطعام،شاهدت مختلف التمارين الرياضية وحتى العمليات الجراحية التى قد تساعدنى فى خسارة الوزن،ذهبت إلى أشهر الأطباء فى مجال التغذية ودفعت الكثير من المال فى سبيل ذلك،غير أنى لم أخسر من وزنى شيئا!!
هل عقدت النية الحقيقية للوصول للوزن المثالى؟
هل وضعت خطة حسابية لعدد السعرات التى ستحصل عليها يوميا؟
هل اشتركت فى الجيم القريب وانتظمت فى ممارسة الرياضة فيه، أو التزمت بخطة محددة للجرى مثلا أو ما شابه؟
هل التزمت بالنظام الغذائى الذى وضعه الطبيب الشهير،وتابعت معه لمعرفة أى خلل مستجد والعمل عليه؟
هل تظن أن كل السابق ذكره سهلا؟ لا يتطلب وقتا ومجهودا لا يكون على هواك غالبا؟
العادات القديمة لا يكفى التبصر بكونها خاطئة أو قاصرة كى نصل إلى نتائج مختلفة،بل أنا بحاجة لاستبدالها بعادة أكثر تكيفا وفعالية وبناء العادات يتطلب جهدا ووقتا وصبرا وثباتا واستمرارية.
…
متلازمة “العلم +العمل”
ما بصرنا به القرآن الكريم فى كل مرة نقرأ :”الذين “ءامنوا” و “عملوا” الصالحات ”
وما بصرنا به الحبيب المصطفى لما سئل عن الإسلام فى قول موجز جامع “”قل” ءامنت بالله ثم “استقم “”
…
لا يصدقك القول من يدعى أن الرحلة سلسة أو أن الحلول سهلة،أو أن جميع اختياراتك ستكون بين متناقضين، لكن ما تسعى إليه من ألفة ذاتك،ومن ثمّ الآخرين، والشعور بالطمأنينة
والسلام النفسى والسكينة، يجعلها تستحق.
مقال اكثر من رائع
د محمد
احيانا ترهقني القراءه الاليكترونيه
من خلال الاجهزه ان امكن اتاحه لمثل هذا المحتوي مقاطع مسموعه او ميديا غالبا ما يجذبني للقراءه الا الكتاب
ا يهاب حمدي