يعد الحشيش من أكثر المواد المخدرة الأكثر إنتشارآ فى العالم و الأكثر إثارة للجدل تجاهها ، فالبرغم من وجود قناعات سيئة عن غيره من المواد مثل الهيروين والكحول إلا أن القبول الإجتماعى للحشيش ونظرة الكثير على إنه مجرد نبات وأنه “مش إدمان” و “مش حرام” و “مش بيعمل حاجة وحشة” فكان لتلك الثلاث “مِشّات” أثر كبير فى زياع إنتشاره فى المجتمعات.
الحشيش أو أهم عائلة نبات القنب الهندى وهو أحد النباتات الشهيرة .
الحشيش هو مركب ” طبيعى ” أى ليس مصنعآ عن طريق تفاعلات كيميائية داخل المعمل ويتم الحصول عليه من الأوراق المجففة ورؤس أزهار نبات القنب الهندى ويعرف فى بعض البلاد بإسم نبات الماريحونا ، ويتم تعاطيه فى الغالب مع النيكوتين ( مع السجاير أو الشيشة ) لأنه يزيد من قدرته على الاشتعال ، وكذلك يتم تعاطيه عن طريق الأكل ( المضغ )
معلومات هامة
1_ يتعاطى الحشيش ١٦٠ مليون إنسان على مستوى العالم سنويآ .
2_ فى البلاد الغربية ٥٠٪ من الأفراد فى الأعمار بين ٢٠ عامأ و ٤٠ عامآ يتعاطوا الحشيش ولو لمرة على الأقل .
3_ غالبية من يتعاطون الحشيش يتعاطونه على سبيل التجربة وبشكل غير منتظم ومن هؤلاء الغالبية يتحول ١١٪ منهم إلى مدمنين للحشيش .
4_ تعاطى الحشيش شائع أكثر عند الشباب ، وفى الغالب مايكون الحشيش هو أول مادة مخدرة يتعاطاها المدمنين فى طريق الإدمان وبما ٱنه شائع فى الشباب وحديثى السن لذا هنا تكمن خطورته حيث أنه له أثار ضارة كبيرة على المخ أثناء تكوينه وبالطبع يزداد هذا التأثير مع حديثى السن .
ما هو الحشيش
هو المادة الصمغية التى تنمو على ساق نبات القنب الهندى والتى تباع بعد جمعها فى شكل قطع صلبة وغالبآ مايتم تعاطيها مع السجائر أو الشيشة ، والبعض يتعاطاها بالأكل ( وزيت الحشيش أكثر تركيزآ ). ليس الحشيش هو الناتج الوحيد
لشجرة القنب لكن لأوراق هذه الشجرة ومع القمم المزهرة لهذه الشجرة بعد جمعها وتجفيفها فى الظل لتصبح ما يعرف بإسم ” البانجو ” فالبانجو والحشيش أبناء هذه الشجرة لكن الحشيش هو المادة الصمغية على الساق بينما البانجو هو أوراقها بعد تجفيفها .
التركيب الكيميائى والتأثير على المخ .
ٱ_ يوجد ما يزيد عن ١٠٠ مادة تنتمى إلى الكنابينويد وتأتى تأثيرها على المخ من خلال إرتباطها على مستقبلات الكنابيز بالمخ والتى تنتشر فى معظم الجهاز العصبى المركزى (المخ والأعصاب) وكذلك على الجهاز الهضمى .
ب _ المادة الفعالة التى تسبب الأثر فى نبات النقب عامة وفى الحشيش خاصة هى مادة( دلتا _9_ تيتتراهيدرو كنابينول ) delta_9_tetrahydro cannabinol
ت_ ولمادة دلتا_9 _تيتتراهيدرو كنابينول تأثيرات كبيرة على المخ فهى تسبب الهلاوس (وهو سماع أصوات غير موجودة أو رؤية أشياء غير موجودة أو الاحساس أو شم أشياء غيرموجودة ) وتسبب الضلالات (الأعتقادات الخاطئة والأحساس بوجود من يريد إيذائهأو من يراقبه أو يتجسس عليه أو احساس العظمة والقدرة الخارقة أحيانآ ). كذلك لهذه المادة تأثير استرخائى.
ث_ يحتوى الحشيش وغيره من مستخرجات ( شجرة القنب ) على مادة آخرى هامة اسمها الكنابينول وتأتى أهمية هذه المادة من كونها لها تأثيرات عكس المادة الأولى ( دلتا_9_ تيتتراهيدروكنابينول ) ولهذا فإن أثرها يكون أقل على المخ .
ج_ مركبات الكنابيز الغير طبيعية والمصنعة كيميائيآ مثل الأستروكس لا تحتوى على المادة الثانية ( مادة الكنابينول ) ولذا فإن المادة التى كانت تحد من تأثير المادة الأولى غير موجودة وهذا يفسر لماذا يسبب الأستروكس الكثير من الهلوسة والهيجان مما يفوق تأثير الحشيش بماراحل .
جدول يوضح تركيز مادة دلتا4تيتتراهيدروكنابينول فى صوره المختلفة
الصورة | تركيز مادة دلتا4تيتتراهيدروكنابينول |
أوراق وساقالماريجوانا | %05 الى 5 % |
براعم ورؤس الماريجوانا | %7الى 15 % |
المادة الصمغية للحشيش على الساق | %2الى 20 % |
زيت الحشيش | %15الى 50 % |
كيف يمتص الجسم الحشيش وكيف ينتشر ؟؟
- يتم إمتصاص مركبات الكنابينويد عامة والحشيش خاصة من خلال أغشية الحويصلات الهوائية فى الرئة ويتم ذلك بشكل سريع
- بعد الإمتصاص يلاحظ تركيز الحشيش فى البلازما بعد دقيقتين فقط ويصل إلى زروته بعد 20 دقيقة تقريبآ .
- الحشيش من المركبات التى تذوب بشدة فى الدهون لذا فإنها سريعآ ما تنتشر بل وتخزن فى الانسجة التى تحتوى على الدهون فى الجسم وأهمها للأسف المخ .
- يتم التخلص من الحشيش فى الجسم على مرحلتين
الأولى سريعة وتبدأ بعد حوالى 30 دقيقة … لكنها تكون فى صورة إنتقال الحشيش من البلازما إلى الأنسجة الدهنية .
المرحلة الثانية تستغرق ما بين 20 الى 80 ساعة وأكثر … حيث يتم التخلص الأيضى من الحشيش من خلال الكبد ومن خلال الكلى . بعد مرحلة الأيضى داخل الكبد يتحول إلى مركب “نور تيتتراهيدروكنابينول 4 حامض الكربوكسيك … وهى المادة تنزل فى البول وتستمر موجودة لأكثر من 3 أسابيع وذلك لأن ما تم تخزينه بدهون الجسم ينزل تدريجيآ … لذا فإن تحليل البول أو الدم سيتم إيجابى ( أى موجود به الحشيش ) لمدة طويلة من تعاطى الحشيش ولو لمرة واحدة .
تأثير الحشيش على الجسم .
بعد تدخين الحشيش يتم التأثير حوالى من ساعتين إلى ٤ ساعات وأحيانآ أكثر من ذلك .
عند مضغ أو أكل الحشيش يتأخر التأثير عن ذلك ذى قبل ويتم التأثير إلى ما يقرب من ١٢ إلى ٢٤ ساعة ويظهر هذا التأثير فى الصور التالية :
* إحساس بالبهجة فى بادئ الأمر ، والشعور بالاسترخاء .
* فى الغالبية يسبب النعاس وفى الأقلية قد يسبب هياج وتوتر .
* يعطى إحساس مثل إحساس الطفو على سطح الماء وإحساس خفة فى الأطراف .
* فقدان الإدراك الصحيح للزمان .
* تزاحم الأفكار .
* كثرة الكلام .
* فقدان الترابط بين أفكار الكلام .
* تفسخ التفكير .
* النسيان .
* إحمرار العين .
* زيادة ضربات القلب .
* إرتفاع ضغط الدم .
* زيادة الشهية .
* جفاف الفم والحلق .
* إنخفاض الضغط داخل العين .
آلية حدوث التغيرات النفسية عند تعاطى الحشيش .
أثبتت الدراسات التى اعتمدت على التصوير الذرى للمخ أن الحشيش و ( أخواته ) يؤدى إلى زيادة تدفق الدم إلى مراكز المخ المسئولة عن الحالة المزاجية كما أنه يؤدى إلى إنخفاض تدفق الدم إلى الأجزاء المسئولة عن التركيز وعن القدرات المعرفية والتفكير ، قد يكون سبب حدوث هذا الأثر بسبب إفراز مادة الدوبامين فى القشرة المخية الأمامية .
أعراض التسمم بالحشيش .
يقصد بالتسمم بالحشيش هو تعاطى جرعة زائدة تؤدى إلى أثار غير مرغوبة من التعاطى ، ولا يقتصر ذلك على تعاطى كمية كبيرة فقط من الحشيش لكن قد يحدث أيضاً مع جرعات أقل عند الأشخاص الأكثر حساسية والأكثر عرضه لذلك .
من أهم الأعراض .
١_ الشعور بالتوتر والقلق وحدوث نوبات من الهلع وهو من الأثار الشهيرة …
غالبآ ما تحدث مع الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش للمرة الأولى لكن احتمالية حدوثه فى الذين سبق لهم تعاطى الحشيش واردة أيضآ ، تستمر نوبات الهلع من ٥ إلى ٨ ساعات خلالها يشعر الشخص بفقدان السيطرة أو أنه سيصيبه الجنون .
٢_ فترات من الشعور بالحزن والكئابة وتعكر المزاج … على عكس ما يعتقد الكثير … لكن لحسن الحظ غالبآ لا تستغرق مدة طويلة .
٣_ أحساس الريبة والشك فى الآخرين ، إحساس غير شائع لكنه يحدث … وتزداد إحتماليته مع المركبات المخلقة كيميائيآ مثل الأستروكس .
٤_ هلاوس سمعية وبصرية وحسية وإضطراب إدراك البيئة المحيطة ورؤية ما حوله بأشكال أخرى غير حقيقية .
٥_ فقدان التركيز وصعوبة استدعاء المعلومات وإضطراب القدرات المعرفية للإنسان .
٦_ إضطراب التحكم فى الحركة مما يؤدى إلى عمل حوادث السيارات أو الإصطدام بالحوائط أو السقوط على الأرض .
٧_ إختلال الوعى ،من الأعراض الشهيرة الحدوث .
هذه الأعراض فى الغالب قصيرة المدى غالبآ ماتزول فى خلال أسبوع بعد التوقف عن تعاطى الحشيش .
تتشابه الأعراض الهلاوس والضلالات كتلك التى تحدث مع باقى الإضطربات الذهانية لكنها مؤقتة وتزول بعد التوقف عن التعاطى .
هل يؤدى الحشيش الوفاة ؟؟؟
لا يعرف علمياً أن الجرعات العالية من الحشيش تسبب الوفاة بشكل مباشر …لكن قد يسبب الوفاة بطريقة أخرى غير مباشرة مثل حدوث حوادث الطرق أو السقوط من أماكن عالية . نسأل الله ألسلامة . ولا يخفى طبياً أن التعاطى المستمر لفترات طويلة للحشيش يؤدى إلى الأصابة بأمراض الرئة والإلتهابات الشعبية والرؤية .
إدمان الحشيش .
للحشيش مدة عمل طويلة داخل الجسم ولذا فإن الكثير ينخدعون ظانين أن الحشيش لا يسبب الإدمان … وعلمياً الحشيش وإن كان أقل من غيره من المواد المخدرة لكنه يسبب الإدمان وذلك لأنه معظم صفات المواد الإدمانية تتواجد فيه … حيث أنه هناك عدة شروط في المادة إن توفرت فإن ذلك يعد إدمانآ
و من هذه الأمور التى تحدث مع الحشيش؛
- التحمل ، يقصد بالتحمل ٱنه لابد للجسم من تعاطى جرعة أكبر مع مرور الوقت للحصول على نفس التأثير ….وهذا يحدث مع الحشيش … والتحمل أحد علامات الإدمان .
- صعوبة التحكم فى التعاطى وفى التوقيت وفى الكمية ، وهو أحد علامات الإدمان .
- المحاولات الفاشلة والمتكررة للتوقف عن التعاطى هو أحد علامات الإدمان …وينخدع الكثير قائلا ” أنا أقدر أبطل أسبوع وأتنين ومشربش ” لكنه ما لا يلاحظه ذلك القائل أنه” بعد أسبوع وأتنين بيشرب تانى ” .
- يكون للحشيش أولوية وأهمية قصوى قبل باقى أمور الحياه وهو أحد علامات الإدمان .
- الإستمرار فى تعاطى الحشيش رغم العلم بالأضرار وهو أحد علامات الإدمان .
- حدوث أعراض إستجابية عند التوقف ( ليس شرطآ لتشخيص إدمان الحشيش لكن يكفى أن تتوفر الامور السابقة ) حيث أنها لا تحدث عند الجميع …وقد تحدث بعد مرور ٤ ساعات فقط أو قد تتأخر إلى ما يقرب ٧ أيام وأشهر أعراض التوقف عن الحشيش .ومن هذه الاعراض الإنسحابية؛
1- الشعور بالضعف العام والكسل .
2- الشعور بالتوتر والقلق .
3- الأرق .
4- تعكر المزاج والشعور بالكئابة .
5- فقدان الشهية .
6- الشد العضلى .
7- الصداع .
آثار تعاطى الحشيش طويلة المدى .
مضاعفات تعاطى الحشيش
للحشيش الكثير من الأثار النفسية والجسدية والعصبية الضارة جدآ … يتغافلها الكثير أو لا يظنون أنها بسبب الحشيش أحببت ان ألفت إليها الأنظار حتى يتضح مدى خطورة هذه المادة .
أولا : الأثار الجسدية .
- زيادة إحتمالية الإصابة بحوادث السيارات أو الطرق قد تؤدى إلى مضاعفات جراحية أو إصابات أخرى .
- فشل فى وظائف الرئة ،والأصابة المتكررة بالإلتهاب الشعبى ، وتدهور مرضى حساسية الصدر .
- الإصابة بسرطان الرئة .
ثانيآ : الأثار النفسية والعصبية .
تعاطى الحشيش لفترات طويلة يؤدى إلى الكثير من الأضرار النفسية والعصبية مثل
- الإصابة بنوبات الهلع والقلق العام .
- الإصابة بالإكتئاب ، فى أوله الشعور بالبهجة والنشوة ثم يتبع ذلك الإصابة بالإكتئاب مع الإستخدام طويل المدى .
- الإصابة بالأعراض الذهانية؛ يصاب المتعاطى بعد فترة بضلالات الإضطهاد والمراقبة والإثارة وربما بالهلاوس السمعية والبصرية .
- إضطراب الوعى وتقلب المزاج وفقدان الشعور بالواقع وإحساس كأنه حلم وليس واقع .
- الإصابة بمتلازمة فقدان الدافعية ، من الأمور الشائعة عند متعاطيين الحشيش لفترات طويلة وغيرها يفقد الإنسان أى حماس أو دافعية لفعل أمور حياته اليومية فتجده منطوى وكسلان وغير مبالى لما يدور من حوله مع إضطراب ذاكرته والنسيان وفقدان التركيز …بالطبع هذه الأعراض تعيق حياة الإنسان المهنية والإجتماعية .
- صعوبة التركيز والنسيان بسهولة وعدم القدرة على حفظ المعلومات .
الخسائر الإجتماعية التي يسببها الحشيش .
ليس فقط ما ذكرناه هو ما يسببه الحشيش فى حياة متعاطية فكل ماسبق من أثار نفسيه وعصبية و عضوية أثار فى إضطراب حياة المتعاطى الإجتماعية ونلاحظ تدهور مستواه الدراسى وربما لا يكمل تعليمه بسبب الحشيش بسبب تدهور التحصيل الدراسى وعدم الإنتظام المدرسى . كما أن الحشيش يؤدى إلى ظهور سلوك متمرد يوصف بالرعونة وعدم الإنضباط فى الأكبر سنآ يتدهور الأداء الوظيفى وربما يتعرض للفصل من عمله وبالطبع فهذا يؤدى إلى حدوث مشاكل مادية وإجتماعية . الحشيش يفقد الإنسان صوابه مما قد يؤدى إلى إضطراب العلاقات وأحيانآ ىالدخول فى مشاجرات ومشاكل قانونية قد تؤدى بصاحبها إلى السجن .
علاج تعاطى وإدمان الحشيش
الحشيش مادة إدمانية خطيرة تحتاج إلى علاج ، وكغيره من المواد الإدمانية ينقسم العلاج إلى مرحلتين . فى المرحلة الأولى وهى ما تسمى إزالة السمية أو الديتوكس أو ال Detoxification والمرحلة الثانية هى مرحلة التأهيل .
فى الأولى يتم التعامل مع الأعراض التى تظهر نتيجة التوقف عن تعاطى المخدر ( الحشيش )
وفى المرحلة الثانية وهى المرحلة الأهم فيها يتعلم المتعاكى أو( المدمن ) كيف يتعامل مع رغبته الملحة للتعاطى ثانية وكيف يرفض ضغط الأخرين عليه وكيف يتعاملة مع أفراحه أو حزنه وإحباطاته (التى فى الغالب لا يعرف كيف يتخلص منها إلا بالمخدر) ببساطة يتعلم كيف يتعامل مع نفسه ومع الآخرين ومع المولى سبحانه وتعالى
المرحلة الأولى ، مرحلة الديتوكس .
غالبية متعاطى الحشيش لا يشعرون بكبير معاناة عند التوقف عن تعاطيه … لكن هناك عدد ليس ببسيط يعانى من الأعراض الإنسحابية بعد التوقف عن تعاطى الحشيش والتى تستمر لعدة أيام وهذه الأعراض هى التى تشعل جرس الإلحاح لمعاودة تعاطى الحشيش ثانية للتخلص من الأعراض لأن تجربة الأعراض الإنسحابية تجربة مزعجة وبخاصة فى الأسبوع الأول وقد تمد لمدة شهر خلال هذه الفترة لابد من التعامل الدوائى مع هذه الأعراض والتى تتم من خلال الإعتماد على مجموعات دوائية مختلفة من الأدوية النفسية مثل مضادات الإكتئاب ومضادات الذهان والبنذوديازبتات
يتم علاج الأعراض الإنسحابية بشكل كامل بالعلاجات الدوائية النفسية لكن هذا ليس كل شيء فالأهم هو المرحلة الثانية ، مرحلة التأهيل .
المرحلة الثانية ؛مرحلة التأهيل
مرحلة التأهيل النفسى لعلاج الإدمان هى العلاج فالعلاج الدوائى فى المرحلة الأولى ماهو إلا إعداد للمرحلة الثانية .وبدون إجراء مرحلة التأهيل فلا يسمى ذلك علاج.
مرحلة التأهيل هى برنامج علاجى لعدة أسابيع يتضمن الأتى :
1_تعريف المتعاطى أو ( المدمن ) بالمعلومات الطبية عن طبيعة الحشيش وتأثيره الوقتى وتأثيره طويل المدى وكيف يعمل وكيف يتسبب فى أذى للشخص ولمن حوله .
2_ إعطاء وقت للتغير ، ليس من المتوقع إنه بمجرد أن يعرف الشخص مخاطر الحشيش سيسارع لطلب العلاج بل يحتاج الأمر لعملية “هضم ” لهذه المعلومات …وهذا قد يحتاج بعض الوقت وقد يحتاج البعض إلى إجراء ” المقابلات الدافعية ” وهو الإجراءات التى تتم لغير الراغبى فى العلاج ويعانون من إنكار واقعهم ومشكلتهم .
3_ إستخدام العلاجات الدوائية اللازمة عند الحاجة إليها كمضادات الإكتئاب التى تتعامل مع العصبية ومع عسر المزاج والكسل . كذلك أدوية التى تساعد على النوم وتنظيم الشهية وتقوية الجهاز العصبى .
4_ العلاج النفسى ؛ يهدف العلاج النفسى بكافة أشكاله ( سواء معرفى أو سلوكى ٱو جمعى ) إلى منع الإنتكاسة والتعامل مع الرغبة الملحة أو ما يسمى ” الشعوزة ” .
5_ علاج أى إضطرابات نفسية مصاحبة .
الكثير ممن يتعاطى المواد المخدرة يعانى من إضطرابات نفسية أخرى مثل القلق أو الإكتئاب أو إضطراب فى الشخصية أو فرط الحركة أو غيرها … (عندما يكون الشخص متعاطى وفى نفس الوقت يعانى من إضطراب نفسى أخر يسمى هذا بحالات التشخيص المزدوج) تجاهل أى إضطراب نفسى سيجعل أى علاجات تقدم مجرد مسكن ويبقى أصل المشكلة باقى .
6_ العلاج الأسرى ؛
لابد أن تشترك الأسرة فى العلاج وذلك من خلال تثقيف الأسرة حول طبيعة المادة الإدمانية وخطورتها وطرق علاجها . كما أنه لابد من ملاحظة ديناميكية التعامل داخل الأسرة فربما تكون الأسرة تنهج أحد سبل التعامل مع الأبن بطريقة خاطئة كالإهمال والتجاهل أو بالحماية الزائدة والضغط عليه . كلها أمور لابد أن تناقش خلال الخطة العلاجية .
7_ المجموعات العلاجية ؛
توفر المجموعات العلاجية سبيل لنقاش محتوى أفكار ومشاعر المتعاطى ومناقشتها والتعامل مع نماذج سبقته فى العلاج والإستفادة من خبارات السابقين والمعالجين مع متابعة الإشراف المتواصل .
8_ المتابعة العلاجية .
لاتنتهى الخطة العلاجية سريعآ ففيها لابد من المتابعة مع الطبيب المعالح والفريق العلاجى بإنتظام .
9_ تغير نمط الحياة وتحمل المسئولية وتحديد الأهداف وقياس مدى الإنجاز منها … كذلك الإهتمام بالعلاقة الروحية الإيمانية بين الشخص وربه فكلها من الأمور التى تساعد وبشدة فى التوقف عن التعاطى . كذلك يستلزم تغير نمط الحياة أن تكون حافلة بأنماط الترفيه التى تكسب صاحبها ولا تسبب له خسارة. يلزم خلال تغير نمط الحياة البعد عن الأشخاص الخطرة
( التى تبيع المواد المخدرة أو سبق أن تعاطى معهم مواد مخدرة ) وكذلك عن الأماكن الخطرة (ويقصد بها أماكن البيع أو التعاطى) ويستبدل ذلك بأشخاص آمنه (أشخاص يقدمون العون وقت الإشتياق ويستحيل أن يتعاطى الشخص وهو معهم) أو الأماكن الآمنه (وهى الأماكن التى لا يمكن للشخص أن يتعاطى فيها).
يطلب من كل من تعافى أن يحدد قائمة بأماكنه الخطرة وبأشخاصه الخطرة
وقائمة أخرى بأماكنه الآمنه وبأشخاصه الآمنه.