انتشر في أيامنا الأخيرة ظاهرة الطيارات الورقية والتي كانت سبباً في إدخال البهجة ليس فقط على ملاكها بل أيضاً على المتفرجين؛ لهذا معان كثيرة من أهما أن الإنسان قادر على أن يصنع أشكالاً من المرح والبهجة من أي شيء حتى “البوص” … أقل الأشياء من حولك قد تحتاج فقط إلى لمسة يدك حتى تتحول إلى عمل مفرح لك ولغيرك… لا يلزم أن يكون الشيء المبهج غالي الثمن أو معقد بل مجرد أعواد من البوص وكيس وخيط أصبح لديك “درون هاند ميد”.
الطائرات الورقية تحمل الكثير من النوستالجيا وذكريات الطفولة عند الكثير من جيل مالكي الطائرات الورقية الحاليين الذين كانوا من سعيدي الحظ حين لعبوا قبل أن تغزو الشاشات ساحات اللعب على الهاتف والتاب والكمبيوتر وأجهزة الألعاب. الألعاب الإلكترونية وبرامج التواصل الإجتماعي إلتهمت وقت وموهبة وإبداع جيل بأكملة ظن أنها أكثر متعة وأقل جهداً لكن كان لطول ساعات الحظر الكلمة الأوضح والأقوى حين هجر الكثير – ولو لساعات محدودة – هذه الأجهزة ليبحث عن بديل “من صنع يده” وهذا بالطبع يضيف إلى متعته متعه.
المخ البشري يسعد بالإنجازات ولو كانت بسيطة أو حتى تافهة مما يجعل مركز المكافئة في المخ يفرز مادة الدومابين والتي تسبب احساس النشوة والبهجة. مجرد صنع الطائرة باليد مبهج، التحكم فيها والسيطرة عليها بين أمواج الرياح في السماء مبهج، أحساسك ببهجة الآخرين أمر في حد ذاته مبهج.
الطائرة الورقية هي رمز للإبداع والسيطرة والحرية والقدرة على تطوير الأشياء من أشكال لأشكال كلها أمور يملكها الإنسان، وتضيع منه حين يضع نفسه أسيراً خلف شاشة تلتهم كل وقته وفكرة وعلاقاته.
اعط لنفسك وقتك يصفو فيه ذهنك وتمارس أمراً تحبه دون أن تخسر من وقتك أو مالك أو ذهنك أو دينك. ابحث عن متعة حقيقية، وذلك بالإستعانة بجدول المبهجات؛ (يمكنك تحميل الجدول جاهز للطباعة بالظغط هنــــــــا) أو يمكنك رسمه بنفسك؛ على ورقة بيضاء مقاس A4 ارسم جدول مكون من 4 أعمدة؛
أماكن |
أشخاص |
أنشطة |
أطعمة |
1. 2. 3. 4. 5. 6. 7. 8. 9. 10. |
1. 2. 3. 4. 5. 6. 7. 8. 9. 10. |
1. 2. 3. 4. 5. 6. 7. 8. 9. 10. |
1. 2. 3. 4. 5. 6. 7. 8. 9. 10. |
-
الأماكن التي تحب زيارتها؛
لكل فرد منا أماكن يحبها ويحب زيارتها سواء لجمالها أو أنها تحمل شكلا من أشكال المتعة له؛ على سبيل المثال شاطئ بحر، حديقة، مكان أثري، بيت أحد الأقارب.
ربما يكون المكن المفضل بالبساطة ممكن مثل أحد بلكونات منزلك…
-
الأشخاص الذين تحبهم؛
اكتب قائمة بالأشخاص الذين تحب الحديث معهم بأي وسيلة سواء بلقائهم أو التحدث معهم تلفونياً أو إجراء “شات” معهم… لا مانع أن تتضمن القائمة أصدقاء قدامي فقد يحمسك ذلك بالبحث عن أحد طرق التواصل معهم وستساعدك وسائل التواصل بلإقتراب من ذلك الشخص أو من أحد الأفراد الذي قد يعرف معلومة عن ذاك الصديق القديم… فقط حاول مرة وأخرى.
-
أنشطة تحبها؛
الأنشطة التي تسبب البهجة كثير وعديدة سواء بمارسة رياضة هواية صيد سمك رسم أعمال يدوية طبخ تصوير إصلاح شيء تالف بالمنزل مشاهدة أحد القنوات الترفيهية قضاء وقت منتج على الكمبيوتر وغيرها الكثير والكثير من الأنشطة.
فقط اسأل نفسك: (ما هو أكثر نشاط يسبب لي متعة وسعادة؟) بالطبع لا نتحدث عن أي متع محرمة أو مضره لكن نتحدث عن المتع والمبهجات التي لا تحمل أي شكل من أشكال الخسارة الدنيوية أو الأخروية… فلا تضمن قائمتنا أمر مضر أو محرم.
الحقيقة أني سألت الكثير عن الأنشطة التي تمتعهم وللأسف فالكثير لا يمكلك إجابة محددة. وهذا إن دل فإنما يدل على عدم مداومة الشخص على أنشطة ترفيهة…. احذر أن تكون واحداً منهم.
-
أطعمة وأشربة؛
من نعم الله علينا المأكولات اللذيذة والمشروبات الشهية. يمكنك أن تحدد لنفسك قائمة من الأطعمة والمشروبات التي تحب تناولها من باب إدخال البهجة على نفسك المبهجاتك. بالطبع مع أولوية شديدة لتلك ذات السعرات الحرارية القليلة مثل الفواكة، أو عدم الإصراف في كميات تلك التي تحوي سعرات حرارية عالية حتى لا يزيد وزنك.
نصائح للتعامل مع جدول المبهجات؛
§ في العادة لا يمكن تذكر كل الأمور في أول جلسة كتابة الجدول… لذا اكتب ما تتذكره أولا ثم عندما تتكر أمر جديداً أو تعرف أمر جديداً ساعتها قم بإضافته للجدول… في المعتاد يتستهلك الأمر عدة أيام وربما أسابيع
§ كن محدد؛ لا تكتب في قائمة الأماكن (البحر) بل قل (شاطئ كذا واذكر اسمه)، لا تقل (احب الحديث مع صديق) في قائمة الأصدقاء لكن اذكر اسمه.
§ استعن بمن يعرفك ليساعدك في إكمال الجدول… فقد ينمحك عدد من المقترحات التي ستفيدك حتماً
§ لابد من تعليق الجدول في مكان ظاهر أمامك؛ يستحن غرفة نومك حتى تعطيك دوماً اقترحات واضحة. الإكتفاء بحفظ ذلك في ذاكرتك سيصبك الأمور بالكثير من عدم التوفيق.
§ علم ذلك لأحبائك وأصدقائك… واجعله نمط حياة وتذكر (إن لبدنك عليك حق)
أسعد الله أوقاتكم