عالم الطب النفسي عالم المعلوم عنه أقل بكثير من المجهول وقد يضفي ذلك كير من الغموض على ذلك العالم العميق، وللأسف الشديد فإن عدداً ليس بالقليل من الأدباء والمؤلفين وصانعي الدراما والرواية قد استغلوا ذلك المجهول ليصنعوا منهم عالماً غنيا بالأحداث والدراما والأكشن كأي عالم غامض بالنسبة للإنسان فهو -من وجهة نظر التأليف وصناعة السينما والدراما والرواية – مجال خصب لتقل ما تقول وتحور ما تريد تحويره كمؤلف ليخرج بأكثر قصه شيقة ومثيرة دون الإلتفات إلى أثر ذلك على أناس يعانون وعلى مرضى يتألمون وعن حواجز أضافها المؤلف في طريق مريض نفسي كان يتردد كثيراً قبل ذهابه لطبيب نفسي قد يكون السبب يتوفيق الله له في رفع معاناته والعودة إلى حياة نفسية راضية هانئة… بينما ذلك المريض في تردده فإذ به يشاهد مشهد في فيلم أو مسلسل لطبيب نفسي في عيادته وفي ممارسته مع مرضاه أقل ما يقال عنه أنه “شرير” وساعتها يزداد تردده ألف مره ويطول عليه طريقه على عيادة طبيب نفسي.
لست هنا بصدد الدفاع عن الأطباء النفسيين لأنهم ليسوا متهمين وللله الحمد فإن وقائع الدراما التي تبناها المؤلفون هي من بنات أفكارهم ولما يثبت نسمع يوماً في مجال الطب النفسي عن طبيب نفسي استغل أسرار مريض أو سومه عليها أو تسربت بالصدفة للإعلام أو أو أو…
قال الإمام الشافعي -رحمه الله- لا أعلم بعد الحلال والحرام أنبل من الطب.
وأنا أزعم أن الطب النفسي من أرقى فروع الطب.
ان تعاني من أي أمر نفسي فلا تترد في زيارة طبيب فهو لك خير عون ولن يسيء إليك.
وإن كنت مؤلفاً أو من صاتعي الدراما أو لديك التواصل مع أحدهم فأرجوا أن تحققوا الهدف من الفنون وهي رقي الإنسان ورفع معاناته لا أن تكون سبباً في زيادتها وصد البشر عن طلب العلاج بحجة التسلية أو حرية التعبير.