تخيل أنك فجأة شاهدت طفلك قام من نومه وجلس فى سريره صارخاً ثم قام متمشياً فى البيت … قد يكون هذا المنظر عادياً لكن لو علمت أنه يفعل كل ذلك وهو نائم وأى محاولة للتواصل معه تؤكد لك أنه نائم وحتى لو كانت عيناه مفتوحتان … يا له من منظر مرعب … وقد يزيد من رعبك أنه فى الصباح التالى تجده لا يذكر شيئاً ( فى حالة أنك لم تيقظه ) … لا تقلق أنه الفزع الليلى الذى يحدث للأطفال وبخاصة البنات فهو أكثر شيوعآ عند البنات عن الأولاد.
الفزع الليلى هو أحد أشكال الإضطرابات التى تحدث فى نوم الأطفال وهى تختلف إختلافاً جذرياً عن الكوابيس التى تحدث للأطفال وهو أن الطفل ﻻ يستيقظ أى أنه يصرخ أو يجلس ويتحرك وربما يمشى كل ذلك وهو نائم وعند مواصلته للنوم ( عندما لا يتدخل أحد الوالدين ويقوم بإيقاظه على الغالب) فإنه لا يتذكر فى الغالب الأمر برمته، بينما يختلف الأمر فى الكوابيس التى تحدث عند الأطفال فهو “يستيقظ” من نومه حاكياً حلمه المفزع… أي أن الطفل فى الفزع الليلى يفزع بينما هو نائم ولا يتذكر ذلك فى اليوم التالى وعلى العكس فى حالة الكوابيس فهو مثلنا نحن البالغين يستيقظ إستيقاظاً تاماً ويتذكر ويحكى لوالده أو والدته قصة هذا الحلم المخيف .
ماذا يظهر على الطفل؟
- جلوس الطفل فجأة فى سريره بعد أن كان مستلقياً نائماً …هذا الجلوس وهو نائم ويبدو عليه علامات الفزع
- الصياح والصراخ
- ربما يكون فاتح عينيه
- ينهج الطفل ويتنفس بسرعة ملحوظة
- ظهور العرق على وجه وأطراف الطفل
- ربما يتحرك الطفل أو يمشى
- تسارع ضربات القلب
- يكون الطفل فى نوم عميق ولا يستيقظ بسهولة ولو تم إيقاظه من قبل والديه فإنه يكون مشوش
مدتها ومتى تحدث؟
قد تستغرق هذه الأعراض من ثوانى بسيطة إلى بضع دقائق وغالباً ما تحدث في الثلث أو النصف الأول من الليل ونادراً ماتحدث بالنهار .
أسباب حدوث الفزع الليلي
يحدث الفزع الليلي نتيجة اليقظة الزائدة للجهاز العصبى المركزى أثناء النوم . نوم الإنسان الطبيعى عبارة عن دورات متكررة تنتهى دورة من النوم sleep cycle ثم تتبعها دورة جديدة ، وكل دورة من دورات النوم تنقسم لمرحلتين
الأولى؛ رحلة عدم حركة النوم (والتى تسمى مرحلة النوم الغير حالم) Non REM Sleep .
_الثانية؛ مرحلة حركة العين (مرحلة النوم الحالم) REM Sleep
وهكذ فإننا مع بداية النوم نبدأ بدورة نوم متكونة من مرحلة النوم الغير حالم تتلوها مرحلة النوم الحالم وبهذا تكون قد إنتهت الدورة الأولى … ثم ماذا بعد ؟ بعدها تبدأ دورة جديدة وبنفس الترتيب نوم غير حالم يتبعه نوم حالم .
◆فى مرحلة النوم الغير حالم ؛ الجهاز الحركى والعضلات لا زالت تعمل ، بينما لا يحلم الإنسان فى الغالب وإن حلم فإنه لا يتذكر حلمه .
◆مرحلة النوم الحالم ؛ تدخل العضلات والجهاز الحركى فى حالة تشبه الشلل وتتوقف … بينما تكون هذه المرحلة غنية بالأحلام التى فى الغالب ماتكون فى صورة يتذكرها الإنسان ويروها بعد إستيقاظه.
◆يحدث الفزع الليلى أثناء مرحلة النوم الغير حالم Non REM ونوبات الفزع هذه “ليست أحلام ” هى تفاعل قد يحدث عند الإنتقال من مرحلة النوم “الثقيل” وهى مرحلة النوم الغير حالم إلى مرحلة النوم الحالم والذى يعتبر أقل عمقاً والذى فى المعتاد يتم بسلاسه …..وعند غياب هذه السلاسة يستيقظ بزعر .
متى تحدث؟
ومن الملاحظ بشكل واضح أن الفزع الليلى يزداد بشكل ملحوظ فى؛
_الأطفال الذين ينامو مجهدين جدً
_الأطفال الذين يتعرضون لضغوط نفسية شديدة
_الأطفال الذين لا ينامون ساعات نوم كافية
_الأطفال الذين يشربون المنبهات ومشتقات الكافين قبل النوم
_التعرض لمنبهات الجهاز العصبي قبل النوم مثل لعب الاطفال الإلكترونية على الهاتف أو التابلت أو غيرها من أجهزة الألعاب …ومثلها مشاهدة الفيديوهات ذات المحتوى المثير أو المخيف .
_تغير مكان النوم بعيدآ عن المنزل .
_فوضى ساعات النوم . وعدم تحديد نظام يومى شبه ثابت لمواعيد النوم والآستيقاظ.
_الأطفال الذين يعانون من إرتفاع درجة الحرارة قد يكونون أكثر عرضة .
من الاطفال الأكثر عرضة ؟
الفزع الليلى من الامور الشائعة بين الأطفال فقد تحدث لـ 40%على الأقل وللإطفال بين سن 3 إلي 12 سنة .تحدث للبنات أكثر بكثير من الأولاد وتختفى تدريجياً فى مرحلة المراهقة لتكون قليلة الإنتشار جداً بين البالغين .
_ترتفع إحتمالية حدوث ذلك مع الاطفال الذين لديهم تاريخ حدوث ذلك مع أحد أو كلا الوالدين أو أحد أو أكثر من الجدود .
هل للفزع الليلى عواقب خطيرة ؟
_قد يؤثر الفزع على جودة وعدد ساعات نوم الطفل فهو لم ينل القسط اللازم من النوم الحالم والذى يوفر له الراحة والتجديد …لذا قد يسبب بعض الشعور بالنعاس نهارً .
_بعض الأطفال تشعر بالحرج عند رواية ما حدث بالأمس لذا انتبه أيها الأب و أيتها الأم يجب أن تعرفوا أن الأمر طبيعى ويحدث لأطفال كثيرين …ونظرتكم الطبيعية للأمر وحسن تعاملكم معه يمنع تلك المشاعرالسلبية .
_قد يتسبب حركة الطفل بينما هو نائم فى الإصابة بالجروح أو الصدمات ،او الكدمات .
إذن كيف أساعد طفلى؟
لنكن صرحاء الفزع الليلى هو مفزع للوالدين أكثر منه للأبناء فمنهم من يشعر بالعجز حينما لا يجد ما يفعله ليساعد أبنه .
أول طرق المساعدة هو فهم ما يحدث.. إن فهمت أن ما يحدث أمراً طبيعياً يحدث لأطفال كثيرين ولا يحمل خطورة فهذا سيمنحك الكثير من السكينة ومن ثم القدرة على مساعدة طفلك ….
☆أعرف المسببات كى تتجنبها ☆
لابد أن ينام طفلك قدراً كافياً من الوقت ….وأعلم أن حياة الأطفال لإنها مليئة بالتسلية والترفيه فعدد كبير يفضل اللعب عن النوم …لذا ضع نظاماً حازماً لوقت النوم …حدد مواعيد النوم والإستيقاظ واحرص على أن يسبق النوم دوماً أنشطة تمنح الإسترخاء و السكينة مثل؛
- أخذ حمام دافئ .
- قراءة قصة .
- قراءة القرآن .
- الأذكار .
أو غيرهم من الأعمال التى تمنح راحة الذهن حتى عند الأطفال … وبالنقيد تجنب الأعمال التى تبث فى طفلك التوتر والخوف وشد الأعصاب واليقظة كألعاب المحمول أو مشاهدة أفلام الرعب أو الأكشن أو الأخبار .
إن حدثت نوبات الفزع الليلى فاهدأ
ستأخذ وقتها وترحل أعلم جيداً أنه ليس أمراً مرضياً ولا يحمل أى معانى خطيرة …اهدأ وامنح طفلك الهدوء سواء باللمس الحانى على جسده أو إحتضانه .
تجنب إيقاظ طفلك
ممنوع منعآ باتاً أن تحاول أن تيقظ طفلك لأنه يستيقظ مرتبكاً لا يفهم ماحدث مما سيخيفه أو يفزعه …بينما إن تركته فهو نائم وسينتقل من مرحلة النوم الغير حالم إلى النوم الحالم بشكل أوتوماتيكي وساعتها سيهدأ ويعاود النوم بهدوء واسترخاء ثانيةً… أى أن الحل الأمثل في يديك
أفهم ~ إهدأ ~ أصبر
وإن تكرر الأمر إيقظ طفلك قبل الموعد المتكرر بنصف ساعة حتى لا يدخل فى تلك المرحلة من النوم .
☆متى يجب أن استشير طبيب ؟؟؟
- تذكر أن الفزع الليلى أمر طبيعى ومرتبط بالمرحلة العمرية لكن قد يكون من المهم عرض طفلك على طبيب نفسى حينما يؤثر سلباً على ساعات النوم وشعور الطفل الدائم بالنعاس نهاراً والإجهاد .
- الأمان أولاً safety first كما يقولون فحينما يصطدم الطفل أو أن حركته تشكل خطورة فالأمر لابد له من طبيب .
- أو حينما تستمر فزعات الليل بعد مرحلة الطفولة لما بعد المراهقة .
♡♡أسعد الله حياتكم وحياة أبناءكم ورزقكم السكينة والطمأنينة♡♡