لما بنشترى جهاز غالى جدا، بنبقى حريصين جدا إننا نتعامل معاه بحرص ولطف، ونمسك الكتالوج أو كتيب الإرشادات عشان نشوف خطوة خطوة ومنعملش أى غلطة ممكن يبوظ بيها ونخسر فلوسه فما بال بقى أولادنا، أكبر استثمار لينا فى الدنيا والآخرة، مع فرق واضح وصريح، إن كل طفل له كتالوجه الخاص بيه، غير قابل للمقارنة والتعميم
لكن، فى قواعد نقدر نقول عامة ف التربية، أو مثبت أثرها الإيجابى فى عملية التنشئة
منها :
*كن أمينا
كن أمينا فى التزامك بكلمتك مع طفلك، لو وعدته بشىء نفذ وعدك، لو مش متاح تنفيذ الوعد يبقى متوعدش بيه من البداية
وبرضو لو قلت لأ على حاجة التزم بيها ومتخليش إلحاح طفلك أو إصراره وبكاؤه يخلوك تتراجع
كن أمينا فى أفعالك أمام طفلك، واعرف إنه بيتعلم بعينيه قبل ودانه،والسلوك المنتهج قدامه باستمرار فى صمت يغنى عن ساعات وساعات من النصايح
كن أمينا فى التصديق على اللى بيقوله لو فعلا حصل ،حتى لو كان فى حاجة هتسببلك الشعور بالحرج
لو الطفل قال انا شفتك يا بابا بتعمل كذا، أو انتى يا ماما قولتى كذا، وده اللى حصل بالفعل متقولش لأ محصلش، انت بيتهيألك
صدق على كلامه وتعامل مع عواقب الموضوع، مثلا:ايوة ده حصل فعلا وأنا كده غلطان وبعتذر
ده هيزود شعور الطفل بثقة أكبر فى حواسه، وفى العلاقة اللى بتجمعكوا
لكن لو قلت محصلش وبيتهيألك، هيكذب نفسه ويصدقك ،وممكن يكمل باقى حياته بيكذب اللى بتستقبله حواسه ويقول لنفسه محصلش بيتهيألك، وده ممكن يخليه عرضة للأذى والاستغلال، ولا يقدر ذاته ويعانى تبعات ذلك
*نجاحك فى التربية لا يعنى عدم وقوعك فى الخطأ مطلقا، بل نجاحك فى إصلاح ما أفسدته
محدش هيعرف يتحكم فى أعصابه مع أولاده طول الوقت، أو ياخد رد الفعل المناسب تماما فى وقته فى كل مرة
لكن ممكن جدا نحط لنفسنا خطوط حمرا غير مسموح بتخطيها مع الأولاد واللى يحصل من أخطاء نستغله فى إننا نفتكر ونعلم ولادنا بالتجربة العملية عدة نقط زى:
فى الأصل مفيش إنسان مبيغلطش ،بطبيعتنا البشرية بنضعف ونغلط ونسعى لإصلاح الغلط ده، فده طبيعى
الاعتذار مفردة مهمة، ككلمة وسلوك، لا تنتقص منى فى أى شىء
لكل سلوك عاقبة، ولو غلطت أنا كإنسان مسئول هتحمل عاقبة ده
بابا وماما مش سوبر هيرو، مش هينجحوا يقدمولنا كل اللى احنا عايزينه طول الوقت، عشان بالنهاية هم بشر برضو، ولكل إنسان حدوده وإمكانياته
فالأصل فى التربية المحاولة المستمرة، نقع ونقوم، ورصيد الحب والصدق وإخلاص المحاولة مع الولاد كفيل يخلى اللوحة فى الآخر جميلة وملهمة،حتى لو فى شوية رتوش فى رسم التفاصيل
*فن التجاهل
لو كنت بتعلق على سلوكيات الطفل مثلا بمعدل ١٠ تعليقات فى فترة محددة، اكتب كده فى ورقة السلوكيات اللى علقت عليها
وصنّفها لتنبيهات لا يمكن تجاهلها، وتنبيهات يمكن التغافل أو التغاضى عنها، وكل ما يمكن التغاضى عنه امسك نفسك ومتعلقش عليه
تخيل نفسك معايا كشخص بالغ مديرك بيقولك بشكل دورى مستمر :لبسك مش مناسب للشغل، إيه تسريحة الشعر دى؟، شغلك مش منظم، أسلوبك معايا مش عاجبنى، هو كل ما آجى مكتبك يا بتتكلم يا بتشرب قهوة؟
إيه شعورك ناحية مديرك؟، وفكرتك عن نفسك؟
مع الفرق إن الأب الأم أهم منزلة للابن من المدير، وإنه بالنهاية طفل وانت بالغ
فالتجاهل فن مطلوب جدا فى التربية،عشان منكسرش أولادنا، وعشان لو فى سلوك لا يمكن السكوت عنه فعلا، ياخد التنبيه وزنه ويحس الطفل إنها حاجة كبيرة فعلا ميتسكتش عليها، مش يطنشها عشان هو جواه بيقول :كده كده مفيش حاجة بعملها بتعجبهم
*صِف سلوك الطفل ولا تجعل الصفة كينونته”الوصم”
فرق كبير إنك تقول لابنك فى الموقف الفلانى مكونتش صادق معايا، وبين إنك تقوله انت كداب
فرق بين انك تقوله درجتك فى المادة الفلانية أو أداءك الدراسى محتاج تشتغل عليه وبين إنك تقوله انت فاشل
قدم لطفلك لغة يفهمها، موقف بعينه كإنك بتوصف مشهد حصل قدامك، وعبر عن رفضك لسلوكه فى النقطة دى مش فى المطلق، وفى كل مرة لازم توضحله إنك بتحبه، وإن سلوكه المرفوض وليس شخصه
المفردات المطلقة اللى بتقولها لطفلك زى انت عنيد/كئيب/زنان/كداب/فاشل هيصدقها، وهيكونها
عشان الأب /الأم هم مراية أولادهم
فكل ما يبص فى المراية هيشوف الكلمة الموصوم بيها ،وحتى لو هى مش من خصاله، ممكن جدا مع الوقت يكتسبها
*كن ثابتا
متخليش قواعد البيت وقوانينه خاضعين لحالتك المزاجية، القواعد ثابتة بغض النظر عن حالتنا كأفراد
يعنى مش مثلا النهاردة رايق ومعايا فلوس فنجيب لعب وحلويات زى ماحنا عايزين وبكرة مأريف والعيشة صعبة فمفيش حاجة خالص
لو فى قاعدة ثابتة بتقول فى حاجة حلوة/لعبة واحدة خلال مدة معينة ثابتة فى حدود كذا بما يتوافق مع متوسط دخلى ده هيكون أنسب الحلول والثبات عليها هيوفر علينا الإحساس بالذنب تجاه الأولاد ويوفر علينا كمان كم كبير من الزن والإلحاح ونوبات الغضب
لو سلوك مرفوض يفضل مرفوض على طول الخط، مش النهاردة بالى طويل شوية، أو مش فاضى فأعديها، وبكرة لنفس السلوك أهرى الولد ضرب
ردود الأفعال المتناقضة ناحية نفس السلوك بتخلق عند الأولاد حالة من الارتباك واللخبطة، ومش بيربى قيمة الصح والغلط، بتبقى الحاجة خاضعة ل”لما نشوف ماما/بابا رايقين ولا لأ”، مش مبدأ عام وماشى على الكل فى كل الأوقات
*الحدود حماية
حدود البيت هى القواعد الحازمة للأب والأم اللى بتطبق على الجميع بمن فيهم الأب والأم نفسهم
صدق أو لا تصدق الأولاد بيحاولوا يتمردوا ويكسروها ولو اتكسرت فعلا بيخافوا، بيقل الشعور بالأمان ،هى زى حيطان الشقة، عملالى حدود لكن وجودها مصدر أمان وطمأنينة، ومن غيرها ممكن نحس بالضياع وعدم الأمان
فتمسك بقواعد البيت /حيطانه ووازن الأمور بالجمع بين الحزم والحب، لحد ما ابنك يكبر ويفهم وييجى يوم يشكرك إنك مسبتوش ومسبتش نفسك على هواكم ووفقا لمزاجكم طول الوقت
*حولها للعبة
من أفضل الإرشادات اللى بتجيب نتيجة مع الأطفال عشان بتشبه طبيعتهم إننا ندخل عامل المرح أو اللعب فى المعادلة
زى مثلا بدل ما نقول لِم لعبك نقول انت هتلم المكعبات وأنا هلم الحيوانات ونشوف مين هيخلص الأول
هنعد عدد المرات اللى مسكت فيها القلم صح لوحدك وكل مرة هرسملك بيها نجمة على إيدك
كل مهمة مملة للطفل وبالتالى مرهقة لأهله ممكن نفكر إزاى ممكن نحولها للعبة وده هيزود الحافز الداخلى للأولاد ويخلى أداءها أسهل ووقتها ألطف عليهم وعلينا، وده هيكون أثره الممتد أحسن فى علاقتنا وجو الأسرة بشكل عام
وأخيرا كما ننبه فى كل مرة
عدم نجاح أسلوب ما مع الطفل مش معناه إن طفلى عنده مشكلة بالضرورة، معناه بشكل أكبر إنى لسه موصلتش للأسلوب المناسب لطفلى
التربية مهمة صعبة،محتاجة صبر ووقت ومجهود
والأهم الدعاء
متعنا الله وإياكم بزينة الحياة الدنيا