الصوت الخافت لنوبات غضب الأطفال

مشهد متكرر فى عيادة طب الأطفال

الأم أو الأب عن الطفل:

– مبيسمعش الكلام خالص يا دكتورة،  ولو منفذناش اللى هو عاوزه يتشنج ويفضل يصوت ويهبد نفسه ف الأرض ويخبط ف الحيط

– ولما بيعمل كده بتعملوا إيه؟

-مبعبروش/ بشخط فيه/ بضربه/ بعمله اللى هو عاوزه عشان يسكت أو عشان بنبقى خايفين يجراله حاجة

الوصف اللى بيوصفه الأم والأب فى البداية هو ما نسميه ب”نوبات الغضب”

الغضب شعور من المشاعر الأساسية اللى خلقنا ربنا بيها، للتعبير عن النفس، وللتواصل، يعنى نوبة الغضب عند الطفل هى شكل من الأشكال اللى بيحاول بيها الطفل “التواصل” مع أهله، خصوصا اللى بيكون مرتبط بيهم أكتر وبيحس بالأمان معاهم

معدل نوبات الغضب بيكون أعلى فى التلات سنين الأولى من الطفل لأنه بيكون لسه فى مراحل التطور الطبيعى للغة، والمتوقع إن مع اكتساب الطفل اللغة الكلامية يعنى لما يقدر يعبر عن نفسه واحتياجاته بالكلام تقل نوبات الغضب، أو تكاد تتلاشى

طيب عدد النوبات كتير جدا و الطفل عنده ٣ سنين فما فوق وبيتكلم كويس جدا وزى ماحنا، ليه ده بيحصل؟

مفتاح مهم للتعامل مع سلوكيات أطفالنا  “دوّر على السبب

هل الطفل عنده احتياج حقيقى؟

  • جعان،
  • عطشان،
  • عايز ينام،
  • خايف أو مخضوض من حاجة ومحتاج الأمان،
  • حاسس إنه لفترة طويلة محدش واخد باله منه ومحتاج الانتباه والتشجيع

لو احتياج أساسى دورنا كآباء تلبيته، والاستجابة ليه بأفضل وأسرع شكل ممكن

 

هل الطفل اتعود إنه بياخد اللى هو عاوزه بالزن والصريخ؟ هنا لازم وقفة

لو الأب او الأم أو أفراد البيئة المحيطة بيلجأوا لنفس الأسلوب للوصول لرغباتهم فالطفل بيلقط ده وبيترسخ جواه بالملاحظة فمننساش نقطة مهمة وأساسية جدا ف التربية السوية

“انت /انتى القدوة”

لو الطفل أدرك إن الأم أو الأب بيضعفوا أو بيزهقوا فبيعملوله اللى هو عاوزة فخلاص كده هو عرف سكته.

 

لو ده بيحصل فعلا ، خلاص كده مفيش حل؟

كل شىء قابل للإصلاح، لكنه بيحتاج وقت ومجهود وصبر

ملحوظة مهمة جدا

لما نقرر نغير أسلوبنا فى التعامل، أو نمشى بقاعدة جديدة ف البيت الوضع ممكن جدا بيسوء فى الأول
لأن الطفل بيبقى مش فاهم سر التغيير، هو اتعود يعيط ويصوت عشان حاجة ف ياخدها، لو مأخدهاش هيعيط ويصوت أكتر ،ويطور فى الأداء لحد ما يوصله فعلا إن سلوكه مش هو الطريقة المناسبة للتعبير والطلب، ساعتها بس هيبطل

المطلوب من الأم والأب :
١.التأكد من أمان الطفل، يعنى مهم نتواجد معاه فى مكان آمن؛ إنه مش هيكسر حاجة فيه أو هيعرض نفسه لأذى

٢.التعامل مع الموقف بهدووء وثبااات
يعنى لما قررت أقول على حاجة لأ، بقولها بهدوء مش بشخط، وبثبت على موقفى، ويفضل إنى أسكت، مفضلش أدى الولد ف نصايح ومواعظ والصح والغلط، فى فورة المشاعر مش بنسمع أساسا، ولا أفضل أقدم إغراءات ووعود

الهدوء، والثبات على الهدوء، بعد ما أكون اتأكدت إنه مش احتياج أساسى للطفل ف اللحظة دى،وفهمته إنى فاهم أو فاهمة إنه عايز كذا لكن ده مش متاح دلوقتى وممكن يكون متاح ف الوقت أو المكان الفلانىأو مش مسموح بيه بدون أعذار وشرح وتبرير كتير.

مع الأطفال الأصغر سنا ممكن ألجأ للتشتيت،، نلون مثلاً، نلعب بالحيوانات سوا، ناخد شاور،ننزل ،أى فعل محبب للطفل وهتساعده فى استعادة توازنه

ولما يهدا تماما بنقول :دلوقتى ممكن نتكلم

يعنى بنديله الإحتواء والاهتمام الكامل “بعد” انتهاء النوبة عشان يوصل للطفل إنه مش مرفوض لكن سلوكه هو المرفوض، ونوصل سوا لأفضل الحلول الممكنة، بأبسط شكل ممكن ومناسب لعمر الطفل.

ده كمان بيوصل للطفل إن الأب والأم هم أصحاب القيادة ف البيت وإن البيت له قواعده،وده مهم جدا برضو إنه يوصل.

فيه كمان نقط عامة لو غذيناها فى الطفل فى يومنا العادى، هيأثر إيجاباً فى نفسيته وبنائه ويقلل من نوبات الغضب أو الحاجة للجوء ليها
زى:
الإنتباه للطفل بشكل عام،

أخصص ولو عشر دقايق يوميا من وقتى يبقوا ليه هو بس،

أنزل فيهم لمستوى دماغه واهتماماته، اتكلم معاه بحرية، ومعدلش عليه

ده بيفرق جدا مع الطفل، واللى ممكن تتفاجئ بيه لكنه حقيقى جداً عن تجربه، إن ده بيفرق معانا جداً احنا كمان كآباء وأمهات وبيخلى نفسيتنا أفضل، بعتبر الدخول فى عالم الأطفال ببساطته وخياله وبراءته شكل من أشكال تمارين الاسترخاء فى زحمة حياتنا الخاصة.

كمان تغذية شعور الطفل بالاستقلاية
كل ما بيكبروا أكتر بيبقوا محتاجين الإحساس بانفصالهم عنا
وانهم كمان ليهم كلمة زينا

فبعض المهام البسيطة، أو تشجيعهم مع أى سلوك إيجابى بسيط بيخليهم يفخروا بنفسهم، وميحسوش بشكل مبالغ فيه إنه متحكم فيهم تحكم كامل، وكلمة لأ لما تتقالهم ف مواقف محددة ومش عمال على بطال مش هتسبب لهم نفس الدرجة من الحساسية طالما فى مواقف تانية وصل لهم فيها الشعور بالاستقلاية

بعض الأطفال اللى معندهمش درجة مرونة عالية، أى تغيير ممكن يسببلهم سخط شديد أو يدخلهم فى نوبات غضب، هنا تيجى أهمية “التوقع”، بمعنى إننا بنتكلم مقدماً مع ولادنا فيما هو قادم.

مثلاً؛  بكرة هننزل ف الوقت الفلانى،

هتختار نلبس بين كذا أو كذا،

هنروح نعمل كذا مع فلان
ده هيخلق استعداد عند الطفل ويقلل المقاومة

 

وأخيرا :
من أكثر ما يفسد العلاقات”ما بين الأبوين وأولادهم” أو العلاقات عامة، التوقعات الكتير العالية، واستعجال النتائج
التربية من أصعب المهمات، محتاجة مجهود وصبر
وكل طفل وله مفاتيحه الخاصة، حاول/حاولى اكتشاف مفاتيح أطفالك، وانعموا بزينة الحياة الدنيا

عن د. دعاء أحمد

دعاء أحمد عبد الفتاح استشاري الطب النفسي بكالوريوس الطب والجراحة. جامعة الأسكندرية. حاصلة على الزمالة المصرية للطب النفسي حاصلة على الزمالة العربي للطب النفسي حاصلة على دبلومة ممارسة الطب النفسى DPP بجامعة عين شمس

أبحث أيضاً في

الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟

الهشاشة النفسية:لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟   عن الكاتب إسماعيل عرفة صيدلي ومؤلف مصري، …