لماذا اكتسب النوتى كورنر Naughty Corner سمعة سيئة؟

ناخد الموضوع من بابه؛

          أولاً الاسم

لما طفل مامته او مدرسته بتقول له هتقعد فى النوتى كورنر ويسأل ليه فتكون الإجابة عشان أنت نوتى
يعنى أنت شقى/سئ/مزعج

ودى رسالة بتوصل للطفل إن ده رفض لشخصه/كله على بعضه…. مش سلوك معين هو اللى مرفوض، وبكده مش بنحقق الهدف من استخدام الأداة دى، وزيادة عليه بنوصل رسالة أسوأ للطفل.

بداية التفكير فى “ركن الاستبعاد المؤقت” وده مسماه الأساسى كان بعد الإنتباه للضرر القريب وبعيد المدى للضرب والتعنيف وظهر كبديل من البدايل المقترحة لضرب الطفل أو الصراخ فيه

 

نيجى للغلطة التانية

تقول الأم أو المدرسة:”هاااااا، هتسمع الكلام ولا هتقعد ف النوتى كورنر؟

ركن الاستبعاد المؤقت  مش هو المحطة الأولى كرد فعل بيسبقها الطلب المباشر :”لو سمحت اعمل كذا”
بأسلوب هادى وحازم ودون تقديم مبررات كتير ومنح فرصة وأكتر للتنفيذ ويسبقها عرض التعاون:

” يلا نعمل كذا سوا”

وكذلك عرض المكافآت :

“لما نساعد بعض ونخلص بسرعة هيبقى فى وقت ننزل نتمشى شوية /أحكيلك قصة”

لو كل السابق منفعش ساعتها بنلجأ لركن الاستبعاد المؤقت

كتير محطة من التلات محطات الأولى بيستجيب لها الطفل لو اتعملت بشكل صحيح ومش بنوصل للمحطة الرابعة.

 

ركن الاستبعاد المؤقت أو كما بحب تسميته بـ” ركن الهدوء “وقت اللجوء ليه للتعامل مع نوبات الغضب؛

هو ركن ثابت ،فى مكان هادى ف الشقة، مفيهوش مثيرات كتير وحاجات تشد الانتباه.

ركن الهدوء ممكن أنا ألجأله كشخص كبير لما أكون غضبان وعلى وشك إنى أفقد أعصابى أقول لأطفالى أنا متعصب دلوقتى وهروح أقعد فى ركن الهدوء دلوقتى، وأنفذ ده ولو ٥ دقايق بس. المفاجأة إن ده بينجح معانا ككبار ويخلينا نفصل ولو لوقت بسيط، وحتى لو مش هنتخلص بشكل كامل من الشعور بالضغط لكن ع الأقل هنتفادى بيه خساير استسلامنا للاندفاعية.

طفلى لما يشوفنى بعمل ده ،مش هكون محتاج اشرحله بكلام كتير الهدف من الأداة، ومش هيستقبلها كعقاب،ومش هيستقبل نفسه كشخص غير مرغوب فيه

“مش هتقوم طول ما أنت بتعيط /غير لما تعتذر/ تقول أنا آسف” غلطة كمان

الهدف من ركن الاستبعاد المؤقت أو ركن الهدوء هو إن الطفل يستعيد توازنه النفسى من جديد مش إنه يكبت مشاعره ،مفيش مشكلة يعيط ويعبر عن حزنه طالما متأمن كويس من الأذى. مش عشان أديه محاضرة فى الصح والغلط أو أجبره يراجع نفسه ويعدد غلطه ويطلب السماح.

الهدف منه إنى بفصله عن مكان الإثارة لمكان مهيأ لأن يرتبط معاه شرطياً والهدوء، يساعده إن مشاعره تبقى أهدى ،وبس، عشان كده هو بيكون دقيقة لكل سنة من عمر الطفل ابتداءا من ٣ سنوات؛

يعنى ٣ سنين = ٣ دقايق
٤ سنين =٤ دقايق
وهكذا. ولما يتحقق الهدف ييجى وقت الكلام لما يكون الطفل والوالد استعادوا توازنهم وعندهم استعداد حقيقى ليه

ملحوظة مهمة

لو الطفل طلب إنك تفضل/تفضلى معاه فى ركن الاستبعاد المؤقت/الهدوء، أو إنه يفضل فى حضنك بنحقق طلبه، بدون كلام، نكون تفصيلة من تفصيلات الهدوء ف المكان

*ملحوظة كمان
ركن الاستبعاد المؤقت/الهدوء بيتطبق بشكل ثابت وممنهج ،مش مرة. آه وعشرة لأ، عشان رسالته توصل للطفل بوضوح.

 

وأخيراً
فى اتجاهات تانية بترفض ركن الاستبعاد وتنتقده كأداة من أدوات التربية، وفى أطفال لا يستجيبون له إطلاقا حتى مع تطبيقه بشكل صحيح، بالنهاية ما هو إلا أداة وإجتهاد، والبدايل متعددة، وبالبحث الجاد عن مفتاح طفلى الخاص هلاقيه . عدم نجاح أسلوب ما مع الطفل مش معناه إن طفلى عنده مشكلة بالضرورة، معناه بشكل أكبر إنى لسه موصلتش للأسلوب المناسب لطفلى.

التربية مهمة صعبة،محتاجة صبر ووقت ومجهود

والأهم الدعاء

متعنا الله وإياكم بزينة الحياة الدنيا

عن د. دعاء أحمد

دعاء أحمد عبد الفتاح استشاري الطب النفسي بكالوريوس الطب والجراحة. جامعة الأسكندرية. حاصلة على الزمالة المصرية للطب النفسي حاصلة على الزمالة العربي للطب النفسي حاصلة على دبلومة ممارسة الطب النفسى DPP بجامعة عين شمس

أبحث أيضاً في

الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟

الهشاشة النفسية:لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟   عن الكاتب إسماعيل عرفة صيدلي ومؤلف مصري، …