احكيلى حدوتة

من ذكرياتنا الجميلة فى الطفولة، لما كان حد من قرايبنا أو مدرسات المدرسة تبدأ الكلام:
“كان ياما كان، يا سادة يا كرام، وما يحلى الكلام إلا بذكر النبى”
ونرد بحماس طفولى جميل “عليييييه الصلاااااة والسلااام”

الحواديت من أسهل وأقوى الأدوات فى تربية الأبناء.
لو ابنك حاسس بملل شديد وعمال يزن، أو متعفرت وبيجرى ويتنطط ،أو فى نوبة من نوبات غضبه
جرب/ى كده تقول/ى:يلا نحكى حدوتة بنسبة كبيرة جدا الطفل هيستجيب

الحدوتة مش بس وسيلة عشان نعيد الوضع تحت السيطرة أو وسيلة إلهاء، الحدوتة يعنى وقت دافى بقضيه مع ابنى وبزود فيه التواصل والترابط بينى وبينه.

وأنا بحكى الحدوتة أنا بعلمه التواصل اللغوى المباشر وغير المباشر.. ازاى؟

المباشر بإنى بديله حصيلة كلمات كتيرة جدا، ولما بحكى بطبقات صوت مختلفة على حسب الشخصيات ووتيرة الأحداث ، واحكى بتفاعل وأمثل المشاعر بنمى عنده التواصل بلغة الجسد وتعبيرات الوجه، وبزود استيعابه لشعور الآخرين “التواصل غير المباشر”.

محتوى الحدوتة ممكن أوظفه فى

  • غرس قيمة معينة
  • أو تنمية خيال الطفل وإبداعه
  • بعلمه مهارة حل المشكلات لما اقوله : تفتكر صاحبنا ممكن* يتصرف ازاى؟
  • زيادة الانتباه والتركيز :لما احكى الحدوتة أكتر من مرة وبعدين أبدأ اسيب فيها فراغات يكملها الطفل بنفسه
  • أو أى سلوك أو مهارة محتاج/ة اشتغل عليها مع طفلى من غير ما ألجأ لأسلوب الوعظ المباشر والأوامر وندخل فى تنشنة احنا فى غنى عنها
  • الحدوتة ممكن تكون كمان مكافأة من المكافآت. مثلا :لما تخلص كذا فى وقت أسرع هيبقى عندنا وقت نحكى حدوتة، لو عملت كذا بدل ما نحكى حدوتة قبل النوم هيبقوا حدوتتين.
  • الحدوتة ممكن تكون جزء من روتين قبل النوم، خصوصا مع الأطفال اللى بترفض الاستسلام للنوم بسهولة
  • الحواديت هى البوابة لعالم القراءة والاطلاع، تحكى لابنك ثم بعد ما يكبر شوية يختار بنفسه القصص اللى هيشتريها، ومع الوقت يبقاله شخصيته المستقلة وذوقه الخاص.

 

*ملحوظة مهمة
لما بنحكى حدوتة بهدف غرس القيم أو تنمية المهارات حدوتة واحدة أو لمرة واحدة لا تكفى الأطفال بيتعلموا بالتكرااار  وهم نفسهم ممكن يطلبوا سماع نفس الحدوتة لعدد لا نهائى من المرات

*ملحوظة كمان
المقصود بالحواديت هى اللى بحكيها من دماغى، أو من قصص مصورة أو بدون صور، بما يناسب قدرتى على الحكى وعمر الطفل. القصص اللى بنشغلها للطفل ع الموبايل أو التاب ونسيبه مع نفسه ليست هى المقصودة كأداة،
وأضعف الإيمان وقت اضطرارنا ليها إن الاستماع أو الفرجة عليها يكون تفاعلى يعنى أشارك طفلى فى سماعها وأعلق على محتواها، ويفضل تكون القصة معروف عندى محتواها قبل عرضها على الطفل تجنبا لأى محتوى غير مرغوب فيه…

وتوتة توتة خلصت الحدوتة
      حلوة ولا ملتوتة؟

عن د. دعاء أحمد

دعاء أحمد عبد الفتاح استشاري الطب النفسي بكالوريوس الطب والجراحة. جامعة الأسكندرية. حاصلة على الزمالة المصرية للطب النفسي حاصلة على الزمالة العربي للطب النفسي حاصلة على دبلومة ممارسة الطب النفسى DPP بجامعة عين شمس

أبحث أيضاً في

الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟

الهشاشة النفسية:لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟   عن الكاتب إسماعيل عرفة صيدلي ومؤلف مصري، …